للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

قيل بالمجال الذي تحدثه النجوم حولها، يشبه في ذلك ما يصنعه المغناطيس ببرادة الحديد حوله.

[٣ - علاقة النظرية بالواقع المعاصر]

لا يستغرب من نظرية علمية تنال كل هذه الشهرة أن لا تحدث في ثقافة عصرها آثارها الخاصة بها، فقد أصبحت حديث الناس "وغدت كلمة نسبي تلوكها جميع الألسنة وتتندر بها" (١)، وهي حديث أغلب الصالونات الثقافية في الغرب (٢)، وما زالت شهرتها إلى الآن (٣)، ويكفي أن نتذكر القنبلة النووية والطاقة الذرية لتقودنا مباشرة إلى "أينشتين" الذي كان لمعادلاته الأثر الواضح في اكتشافها.

وكما كان النموذج في القرن الثامن عشر (١٢ هـ) هو نظرية "نيوتن" وأثرها، وفي القرن التاسع عشر (١٣ هـ) نظرية "داروين" بأثرها، فأبرز النظريات في القرن العشرين (١٤ هـ) هي نظرية "أينشتين" ومارست أثرها كغيرها، وأصبحت منذ ظهورها مجال استقطاب واسع لكل فعاليات الفكر المعاصر، وسأقف على نوعين من آثارها، الأول يتعلق بما أحدثته من شرخ في شعور الناس نحو العلم ولاسيّما في الثقة المطلقة والعامة به في بابي العلم والعمل، فما قدّمه التيار العلموي المغالي في تقديس العلم يتعرض الآن لمساءَلة، فقد قالوا: إن معلوماته هي الحقيقة وأنه قادر على النفع المطلق في باب الحياة العملية. والثاني يتعلق بأثرها في تيارات العصر.

النوع الأول: الشعور الجديد نحو العلم:

لقد نجح العلم الحديث في فرض وجوده في المجتمعات الحديثة، وارتسمت له صورة حسنة في أذهان الناس، ومن أهم ما ارتسم أمران، الأول: أن العلم يعبر عن الحقائق كما هي، وأن معرفته يقينية وصادقة لا يعتريها الشك، ويكفي أن يقال عن قضية: إنها علمية لتجلب للسامع الثقة بها، ولكن الوضع الآن تغير مع النظريات الجديدة. أما الثاني: فهو أن العلم سيقدم السعادة


(١) أينشتين، د. محمَّد مرحبا ص ٤٠.
(٢) انظر: فلسفة العلوم، د. بدوي عبد الفتاح ص ٢٥٩.
(٣) انظر: المرجع السابق ص ٢٥٤.

<<  <  ج: ص:  >  >>