للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بدأ تقليد أوروبا في نظام الجند، وكان ذلك قبل ناصر الدين، حيث سمع فتح علي شاه بنظام الجند الفرنساوي على ما وضعه بونابرت، فبعث إلى فرنسا واستقدم أحد مشاهير قوادها ومعه عشرون ضابطًا فدربوا الجند على النظام الفرنسي سنة (١٢٢٨ هـ - ١٨١٣ م)، أما طلب العلوم العصرية فكان في عصر ناصر الدين.

[تكوين نظام علمي موازي للنظام القديم]

كان النظام العلمي القديم يقوم على دروس الفقهاء في المساجد والجوامع، وكان يتركز على العقائد الشيعية والفقه الشيعي، وهؤلاء هم علماء العلوم الدينية، وإلى جانبهم "الحكماء" نسبة إلى الحكمة؛ أي: الفلسفة وكانوا كثرًا في تلك المرحلة (١).

ومع الاحتكاك بالغرب توجه الرأي إلى إنشاء مركز علمي تُدرس فيه العلوم العصرية، قام المشروع على الابتعاث -كما في التجربة المصرية- على أن يقوم المبتعثون بعد عودتهم بتأسيس هذا المركز الجديد.

كانت أول بعثة سنة (١٢٧٠ هـ- ١٨٥٤ م)، حيث أرسل "ناصر الدين" أربعين شابًا إلى فرنسا لدراسة الطب والرياضيات والطبيعيات، وبعد عودة البعثة سنة (١٢٧٧ هـ) أنشئت مدارس على النمط الأوروبي في طهران وتبريز، وتسمى مدارس طهران بـ "دار الفنون" وفيها سبع مدارس: مدرسة الطب، المهندسخانة، الميكانيك، المعادن "الطبيعيات"، الصنائع، المبتديان، التجهيزية. ومثلها مدرسة كبيرة في تبريز تُدرس فيها العلوم العصرية واللغات، وكانت جميعها تحت رئاسة عالم فرنسي، وأكثر أساتذتها ورؤسائها من متخرجي مدارس فرنسا (٢).

أقام مدرسة سماها دار الترجمة لترجمة الكتب العلمية من اللغات الأجنبية (٣)، كما أن فارس عرفت المطبعة مبكرًا مما أسهم في حركة الطباعة والتأليف (٤).


(١) انظر: تراجم مشاهير الشرق في القرن التاسع عشر، جرجي زيدان ١/ ٢٠٣.
(٢) انظر: المرجع السابق ٢/ ١٩٨ - ١٩٩.
(٣) انظر: المرجع السابق ٢/ ١٩٩.
(٤) انظر: المرجع السابق ٢/ ٢٠١.

<<  <  ج: ص:  >  >>