للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

١ - العلم يقتصر على ما يتعلق بإصلاح العقائد والأخلاق والعبادات، وانتقده الشيخ أن "هذا قول طائفة ممن لم تتبصر بالشريعة تبصرًا صحيحًا".

٢ - العلم يقتصر على العلوم العصرية الكونية، وانتقده الشيخ بأنهم توقفوا على علوم الطبيعة وحصروا العلم فيها، فاهتموا بالوسائل وغفلوا عن المقاصد، أثبتوا بعض الأسباب وعموا عن المقصود، وغفلوا عن غاية العلم وهو معرفة الله سبحانه وعبادته (١).

فإذا قَصُر التعريفان عن المقصود الكامل والحقيقي للعلم في الإِسلام، فإنه يعطي تعريفه للعلم بأنه "كل علم أوصل إلى المطالب العالية، وأثمر الأمور النافعة، لا فرق بين ما تعلق بالدنيا أو بالآخرة، فكل ما هدى إلى السبيل ورقى العقائد والأخلاق والأعمال، فهو من العلم" (٢)، والعلم النافع من علوم الصناعات والمخترعات داخل في هذا، ففي قوله -تعالى-: {قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ} [الزمر: ٩]، يقول: "وحيث أطلق العلم شمل العلوم الشرعية، وهي الأصل، وهي أشرف العلمين، وشمل العلوم الكونية، فكل علم نافع في الدين أو في الدنيا فهو داخل في مدح العلم وأهله" (٣).

فإذا كان العلم الممدوح في الإِسلام هو العلم النافع الصحيح، فإن العلوم العصرية لا تخرج من ذلك، وتدخل في العلم الإِسلامي الممدوح، فإن المتأمل في الإِسلام يعلم بأنها داخلة فيه. وقد اجتهد الشيخ في إثبات ذلك بأدلة واستنباطات مهمة، ثم ألحق ذلك بالتحذير من العلم الذي لا ينفع، والتحذير من الأمراض التي أحاطت العلوم الحديثة من جراء تطورها في بيئة قطعت صلتها بالدين، فأفسدت العلم. وهذا يتطلب منا الاجتهاد في طلبها مع الحذر مما أحاط بها مما لا يدخل في مسمى العلم.

وسننظر الآن إلى بعض ملامح منهج الشيخ في تأكيد ما سبق في الفقرتين الآتيتين:


(١) المجموعة الكاملة ١/ ٣٤١، وانظر: الفكر التربوي عند الشيخ عبد الرحمن السعدي (دراسة تحليلية ناقدة) د. عبد العزيز الرشودي ص ٤٢٨، ومنه استفدت هذه الفقرة.
(٢) المجموعة الكاملة ١/ ٣٤٢.
(٣) الدلائل القرآنية. . . . ص ٢٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>