للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

مشاركة الشيخ "عبد العزيز بن باز" -رحمه الله-، ويهم منها النقاط المنهجية التي تفيدنا في أي حادثة تشابهها.

ذكر الشيخ "حماد الأنصاري" في مقالة له بمجلة "الجامعة الإِسلامية" (شوال- ١٣٧٩ هـ) انقسام الناس حول الحدث إلى ثلاثة أقسام: فمصدق بهذا النبأ تصديقًا كاملًا، أو مكذب به وربما تجاوز ذلك إلى تفسيق القائلين بالصعود أو تكفيرهم -وهنا تظهر خطورة الأمر- بينما وقف فريق ثالث من أخبار هذه الحادثة موقف التثبت والاستبانة "حيث إنه لا يمكنه إعطاء معلومات يقينية على الرحلة إلى القمر، ولم يظهر لهم مقتضى الشرعية في ذلك؛ لوجود ظواهر ألفاظ آيات يحسبونها تقتضي استحالة النزول على القمر. . . ." (١)، فجاءت مشاركة الشيخ ابن باز -رحمه الله- في هذا السياق، ومن بين الأمور المنهجية المهمة التي تحدث عنها ما يأتي:

١ - حرمة القول على الله بغير علم وأهمية التثبت:

"فلا يجوز لمن يؤمن بالله واليوم والآخر أن يقول: هذا حلال وهذا حرام، أو هذا جائز وهذا ممتنع، إلا بحجة يحسن الاعتماد عليها وإلا فليسعه ما وسع أهل العلم قبله، وهو الإمساك عن الخوض فيما لا يعلم، وأن يقول: الله أعلم، أو: لا أدري" (٢). وقد ساق الأدلة على ذلك.

وفي بيان أهمية التثبت فقد أكّد الشيخ وجوب التثبت في هذا الباب وغيره من الأبواب، وعدم المبادرة بالتصديق أو التكذيب إلا بعد حصول المعلومات الكافية، "والتبيّن هو التثبت حتى توجد معلومات أو قرائن تشهد لخبر الفاسق بما يصدّقه أو يكذبه. ولم يقل سبحانه: "إن جاءكم فاسق بنبإ فردوا خبره بل قال: "فتبينوا"؛ لأن الفاسق سواء كان كافرًا أو مسلمًا عاصيًا قد يصدق في خبره فوجب التثبت في أمره" (٣).

فإذا كان يجب التثبت من قول المسلم الفاسق فمن باب أولى غير المسلم،


(١) انظر: أين القمر؟ حماد الأنصاري ص ٩٩، ضمن كتاب رسالة في علم النجوم. . . .، للخطيب البغدادي، من إعداد وتحقيق طارق العمودي.
(٢) الوصول إلى القمر، عبد العزيز ابن باز ص ٨٦، في المرجع السابق.
(٣) انظر: المرجع السابق ص ٨٦ - ٨٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>