للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

" لئن أنتِ حبستِنِي لأحرصن على قتل من يتعرض لي " (١) , فلم يعمم - رضي الله عنه - على قومه كلهم , بل حدد في ذلك من يتعرض له , إذ إن من الإنصاف أن تكون العقوبة والجزاء على المخطئ , كما أن للمحسن الإحسان , ومن التعدي والظلم تعميم الخطأ , وإنزاله على أناس لم يكن لهم في ذلك مشاركة ولا تأييد , فلعل أمه اقتنعت بحسن أدب ابنها وإنصافه في حواره؛ لذلك قالت له: " فاذهب لشأنك " (٢) , وفي ذلك يقول المصطفى - صلى الله عليه وسلم - «إن أعظم الناس فرية لرجل هاجى رجلاً فهجا القبيلة بأسرها» (٣) , فهذا من تمام العدل الذي أمر الله به , وحث عليه , إذ كيف يخطئ فرد من الأفراد فيؤاخذ بخطئه مجتمع كامل.


(١) ابن سعد: مصدر سابق , ٣/ ٨٨.
(٢) المصدر السابق , ٣/ ٨٨.
(٣) ابن ماجه: سنن ابن ماجه , دار الكتب العلمية , بيروت , ط١ , ١٤١٩هـ , كتاب الآداب , باب ما كره من الشعِر , ٢/ ١٢٣٧ , رقم ٣٧٦١. وصححه الألباني في السلسلة الصحيحة , مكتبة المعارف , الرياض , ط١ , ١٤١٥هـ , ٢/ ٣٩٠ , رقم ٧٦٣.

<<  <   >  >>