للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

المبعوث الأمريكي السابق إلى الشرق الأوسط، لإيجاد مشروع أسماه (الدعوة العَلْمانية Secular Da'wa) (١) .

ويخلص التقرير في نهاية الفصل الخامس إلى أن استراتيچية بناء الشبكات المضادة للتيار الإسلامي، أو الشبكات المسلمة المعتدلة يجب أن تعتمد على محورين: الأول: التعاون مع المعتدلين من العَلْمانيين في دول الأطراف أو الدول التي يمكن العمل فيها بحرية، والمحور الثاني: عكس مسار الأفكار بحيث تكون من الأطراف نحو المركز؛ فلقد لاحظ معدو التقرير أن التركيز على منطقة الشرق الأوسط هو خيار استراتيچي غير صحيح خاصة في المرحلة القادمة، وذلك لأن العالم العربي هو مركز قوة التيارات المحافظة. لذا، فإن الأنسب للمشروع الأمريكي أن يركز على الأطراف، وليس على المركز.

وفي هذا الإطار يوصي التقرير باستخدام المسلمين في الغرب في الحملة الداعية إلى الاعتدال بالمفهوم الأمريكي، وكذلك التركيز على استخدام آسيا (جنوب شرق آسيا) في مواجهة الشرق الأوسط .. أو غير العرب في مواجهة العرب، وأن يتم تبني الأعمال الفكرية المعتدلة من تلك المناطق وترجمتها ونشرها في العالم العربي.

ويذكر التقرير التجربة الآسيوية القائمة حاليًا لتحقيق ذلك الهدف، ويركز على مثال إندونيسيا كنموذج مهم لقدرة التيار المتحرر على صياغة أچندة الحراك الفكري والإعلامي لخدمة قضايا المعتدلين بالمفهوم الأمريكي له.

وقد تم مؤخرًا إنشاء مؤسسة جديدة اسمها LibForAll Foundation (مؤسسة الحرية للجميع) في أمريكا، بهدف ترجمة كتب ومقالات التيار التحرري الذي يتزعمه مجموعة من المفكرين الإندونيسيين إلى العربية والإنجليزية، ونشرها على الإنترنت، وكذلك توفيرها في شكل كتب مطبوعة للمهتمين (٢).

قال الله تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنفِقُونَ أَمْوَالَهُمْ لِيَصُدُّوا عَن سَبِيلِ اللهِ فَسَيُنفِقُونَهَا ثُمَّ


(١) See ibid., p(٥٣)
(٢) See ibid., p(٨٧ - ٨)

<<  <   >  >>