للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الأوروپية. لكن الأمر حتى ذلك الوقت لم يتعد كتابة المقالات وإقامة الحفلات وجمع التبرعات».

ثم يقول (١): «إن دخول الولايات المتحدة الأمريكية إلى ساحة الحرب العالمية الثانية - وقيادة معسكر الحلفاء فيها بواقع الأمور - أتى بالولايات المتحدة إلى قلب الشرق الأوسط، وهو من أهم وأخطر ميادين الحرب وساحاتها العسكرية والسياسية.

ولقد أظهرت الدراسات - وفقًا لما تقول به الوثائق الأمريكية - حقيقتين حول السياسة الأمريكية في الشرق الأوسط:

أولاهما: أن المنطقة سوف تصبح في مستقبل قريب جدًا أهم منابع النفط في وقت تتضاءل فيه الموارد الأمريكية نسبيًا وترتفع تكاليف استغلالها.

وثانيتهما: أن المنطقة هي قلب العالم الاستراتيچي بعد الحرب، وبالتالي فهي مكان يتحتم على الولايات المتحدة أن ترتب نفسها لوجود طويل فيه، كما أن عليها أن تخلق أسبابًا وظروفًا ملائمة لهذا الوجود الطويل على كل المستويات السياسية والاقتصادية والعسكرية.

وهكذا، فإن أول ظهور للدبابات الأمريكية كان على مسرح الشرق الأوسط مشاركة في معركة العلمين [٢٣/ ١٠ - ٥/ ١١/١٩٤٢م]، كما أن السلاح الأمريكي وصل إلى الفيلق اليهودي الذي توجه بسرعة إلى فلسطين، ثم إن الأسلحة الصغيرة الأمريكية بدأت توزع على المستوطنين في المستعمرات حتى يتمكنوا من الدفاع عن أنفسهم إذا وصل الغزاة الألمان إلى أسوار مستعمراتهم في فلسطين.

كان واضحًا في ذلك الوقت أمام الحركة الصهيونية وغيرها ممن تعنيهم موازين القوى في العالم، أن الولايات المتحدة الأمريكية سوف تخرج من الحرب العالمية الثانية متربعة على قمة العالم سواء من الناحية الاقتصادية أو العسكرية، أو الثأثير الدولي الواسع بما في ذلك سلطة رسم خرائط ما بعد الحرب. وكان على الحركة الصهيونية أن ترتب نفسها بهذه الحقيقة الجديدة الحاكمة في عالم متغير.


(١) السابق (١/ ١٦٥ - ٧٠) باختصار وتصرف.

<<  <   >  >>