للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

(تحولًا ميتافيزيقيًا)، وأن الانتصارات الإسرائيلية حولت الأرض من قوة للشيطان إلى دائرة إلهية. وهذا يثبت أن (الحقبة المسيانية) جاءت.

لم يشتق واضعو أيديولوچيات جوش إيمونيم، وخاصة الحاخام كوك الأكبر، أفكارهم فقط من التقاليد اليهودية، ولكنهم أيضًا كانوا مبدعين. والكيفية التي قاموا بها بتطوير المفهوم الخاص بالمسيح هي خير دليل على ذلك؛ فلقد تنبأ الكتاب المقدس بمسيح واحد فقط، أما التصوف اليهودي فقد تنبأ بمسيحَين، فتبعًا للقبَّالاه تختلف شخصية كل مسيح منهما عن الآخر، فالمسيح الأول، وهو شخصية عسكرية يطلق عليها (ابن يوسف)، سوف يمهد الطريق للخلاص، أما المسيح الثاني الذي يكون شخصية روحية ويطلق عليه (ابن داود)، فهو الذي يخلص العالم من خلال صناعة المعجزات المرئية للناظرين. ويؤمن أتباع جوش إيمونيم بأن المعجزات تحدث في أزمنة مختلفة. وتشير القبَّالاه إلى أن المسيحَين سوف يكونان فردَين. أما الحاخام كوك الأكبر فإنه بدَّل هذه الفكرة من خلال توقعه والدفاع عن فكرة تقول "بأن المسيح الأول سوف يكون شخصية جماعية (أو أشخاصًا متعددين) "، وهو يقصد بذلك شعب إسرائيل كله! ويطلق الحاخام كوك على مجموعة أتباعه اسم (أبناء يوسف). ويواصل زعماء جوش إيمونيم، على طريق الحاخام كوك الأكبر، اعتبار حاخاماتهم - وربما كل الأتباع أيضًا، تجسيدًا على الأقل لأحد المسيحَين المتنبأ بظهورهما. ويؤمن أعضاء جوش إيمونيم بأن هذه الفكرة يجب ألا يكشف عنها للغرباء. كما يؤمنون أيضًا بأن طائفتهم معصومة من الخطأ؛ بسبب الإرشاد الإلهي المعصوم الذي يقود خطاها.

وقد اشتق الحاخام كوك هذا المفهوم من نبوءة الكتاب المقدس التي تقول إن المسيح (الآتي بالخلاص) سوف يكون "راكبًا على حمار، وعلى جحش بن أتان" (١). اعتبرت القبَّالاه هذه الآية دليلًا على وجود مسيحَين، أحدهما يركب على حمار والآخر على جحش. والسؤال الذي يتبادر إلى الذهن هنا: كيف يمكن للمسيح الجماعي (أي الذي هو


(١) زكريا ٩: ٩

<<  <   >  >>