للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الغور وفي جلعاد، ولم يعثروا لها على أثر، كما لم يعثروا عليها فيما حول أريحا التي يذكر پليني [Pliny the Elder (٢٣ - ٧٩ م)] أنها كانت موطن الشجرة. ويقول استرابو [Strabo (٦٣/ ٦٤ ق. م-٢٤م)] إنها كانت تنمو حول بحر الجليل وكذلك حول أريحا ولكنهما وغيرهما من الكتاب القدماء اختلفوا في وصف الشجرة مما يدل على أنهم كانوا ينقلون عن مصادر غير موثوق بها» اهـ.

ولكن انظر معي ما جاء في دائرة المعارف نفسها، في النسخة العربية ذاتها، مادة: (بكا - وادي البكاء)، حيث تقول: «يقول المرنم: "عابرين وادي البكاء يصيرونه ينبوعًا" (مز ٨٤: ٦)، فهو وادي الدموع. ولا تذكر هذه الكلمة (البكاء) كاسم علم إلا في معركة داود مع الفلسطينيين، عندما سأل الرب: هل يصعد إليهم؟ فقال له الرب: لا تصعد بل در من ورائهم وهلم عليهم مقابل أشجار البكا ... (٢ صم ٥: ٢٣و٢٤، ١ أخ ١٤: ١٤و١٥) (١)، ولعل المقصود بها أشجار البلسان لأنها تفرز مادة صمغية وكأنها الدموع ...»، إلى أن تقول: «ولكن الأرجح أن وادي البكا (مز ٨٤: ٦) ليس موضعًا جغرافيًا معينًا ولكنه تصوير مجازي لاختبار المؤمنين الذين كل قوتهم في الرب، والذي بنعمته يجدون أحزانهم وقد تبدلت إلى بركات» اهـ (٢).

وغضت النسخة العربية الطرف عما ذكرته النسخة الإنجليزية الأصلية في الموضع ذاته، من أن توماس شايني Thomas K. Cheyne (١٨٤١ - ١٩١٥ م) - أحد محرري الموسوعة - يفترض وجود تلاعب قد حدث بالاسم (بَكائِم)، حيث تقول ما نصه (٣): «Cheyne ... supposes a play on the name Beka'im».

ومعلوم أن (-إم - im) في اللغة العبرية هي زيادة Suffix تلحق بالكلمة في حال جمع


(١) وفي النسخة العربية التي بحوزتي: «أشجار البلسم» [صموئيل الثاني ٥: ٢٣، وأخبار الأيام الأول ١٤: ١٤]، وفي نسخة الملك چيمس KJV: «mulberry trees»، وفي نسخ أخرى: «balsam trees»، هكذا غير مميزة بحرف كبير Capital Letter.
(٢) دائرة المعارف الكتابية (٢/ ١٨٧)، مادة: (بكا - وادي البكاء).
(٣) Encyclopaedia Biblica: vol. ١, p(٤٥٤): BACA

<<  <   >  >>