للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

فى حب أحد منهم، ولا نتبرأ من أحد منهم، ونبغض من يبغضهم، وبغير الخير يذكرهم، ولا نذكرهم إلا بخير، وحبهم دين وإيمان وإحسان، وبغضهم كفر ونفاق وطغيان» اهـ.

[حكم سب الصحابة]

قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «لا تسبوا أصحابي، فلو أن أحدكم أنفق مثل أحد ذهبًا، ما بلغ مد أحدهم ولا نصيفه» (١)، وقال - صلى الله عليه وسلم -: «لا يحبهم إلا مؤمن ولا يبغضهم إلا منافق، من أحبهم أحبه الله، ومن أبغضهم أبغضه الله» (٢).

يقول شيخ الإسلام ابن تيمية (٣): «قال القاضى أبو يعلى: الذي عليه الفقهاء فى سب الصحابة: إن كان مستحلًا لذلك كفر، وإن لم يكن مستحلًا فسق ولم يكفر، سواء كفرهم أو طعن فى دينهم مع إسلامهم. وقال مالك: من شتم النبي - صلى الله عليه وسلم - قُتِل، ومن سب أصحابه أُدِّب. وقال أبو طالبٍ: سألت أحمد عمن شتم أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم - قال: القتل أَجْبُن عنه، ولكن أضربه ضربًا نكالًا، وقال عبد الله: سأَلت أبي [أي أحمد] عمن شتم رجلًا من أصحاب النبي - صلى الله عليه وسلم -، قال: أرى أن يُضرب، قلت له: حدٌّ؟ فلم يقف على الحد، إلا أنه قال: يُضرَب، وقال: ما أراه على الإسلام، وقال الميموني: سمعت أحمد يقول: ما لهم ولمعاوية؟ نسأل الله العافية، وقال لي: يا أبا الحسن، إذا رأيت أحدًا يذكر أصحاب رسول الله - صلى الله عليه وسلم - بسوءٍ فاتهمه على الإسلام، وقال الحارث بن عتبة: إن عمر بن عبد العزيز أتى برجل سب عثمان فقال: ما حملك على أن سببته قال: أبغضه. قال: وإن أبغضت رجلًا سببته؟ قال: فأمر به فجلد ثلاثين سوطًا» اهـ.

ويقول الدكتور محمد أمحزون (٤): «وأما الخوض في السب باسم النقد العلمي أو حرية البحث في تاريخ صدر الإسلام فلم يخرج قِيد أُنْمُلَة عن السب القديم، وكل ما


(١) رواه البخاري، كتاب فضائل الصحابة: ٣٦٧٣.
(٢) رواه مسلم، كتاب الإيمان: ٧٥
(٣) ابن تيمية: الصارم المسلول، ص (٤٤٤ - ٥) باختصار.
(٤) د. محمد أمحزون: تحقيق مواقف الصحابة في الفتنة، ص (١٠٥).

<<  <   >  >>