للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

للتشيع في عصرنا الحاضر، فهي المنتشرة في منطقة إيران وما حولها من بلاد الخليج وشرق المملكة العربية السعودية وفي لبنان والعراق ... كما هو معلوم.

وما عاد خافيًا على أحد تلك المساعي الجادة لنشر المذهب الرافضي والتغلغل داخل كيان المجتمع المصري، وذلك لادعائهم - كما يذكر شيخهم الورداني (١) - أن «التشيع في مصر هو الأصل، والتسنُّن وافد». وهذه المساعي تؤدى من خلال عدة توجهات منها الترويج لمقولة: «إن مصر سنِّية المذهب وشيعية الهوى»، بل عن طريق التستر بعباءة التصوف في محاولة لاستبدال الأسود بالأخضر! (٢)، إذ لا سبيل لهم في الوقت الراهن إلا ذلك، كما يقول الورداني (٣): «إن حركة المد والجذر في العلاقات المصرية الإيرانية تضع الشيعة في مصر أمام خيار واحد وهو الالتزام بالتقية حتى تنفرج الأوضاع».

ومن معالم هذا التوجه تأسيسهم لـ (لمجلس الأعلى لرعاية آل البيت)، والذي تصدر عنه جريدة اسمها (صوت آل البيت). والمجلس - كما يذكر رئيسه محمد الدريني - (٤) «يسعى لتنفيذ عدة مشاريع فكرية وثقافية وإعلامية للرد على الأعمال المطروحة والمدعومة وهابيًا وسعوديًا وباقي القوى المتحالفة والوفية لقتلة آل البيت، كما أن لديه تطلعات وطموحات لأن يقوم بدوره تجاه فقراء السادة الأشراف ونصر الذين حرمت عليهم الصدقات ... كما أن المجلس معني بمقاضاة الأزهر حتى يعود إلى سيرته الأولى في تقديم الفكر المستنير البعيد عن الغلو والتطرف لا سيما وأن المذهب الجعفري


(١) صالح الورداني: الشيعة في مصر، ص (٦).
(٢) وهذا يظهر جليًا في حرصهم الشديد على شد الرحال إلى القبر المزعوم للإمام الحسين - رضي الله عنه - للاحتفال بذكرى مولده وإحياء ذكرى عاشوراء، فضلًا عن احتفالاتهم الأخرى في مشاهد آل البيت المزعومة، ومشاركتهم - مؤخرًا - للطرق الصوفية في الاحتفال بمولد الإمام علي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، بل وحرصهم على التميز باللون الأسود كدليل على محبتهم وحزنهم على ما أصاب آل بيت رسول الله - صلى الله عليه وسلم - وفق ما يزعمون. الأمر الذي أثار حفيظة المتصوفة لتمسكهم الشديد باللون الأخضر فجعلهم قالوا قولتهم باللهجة العامية: «الحسين عندنا أخضر مش أسود»! ونحن من جانبنا لا نقر بالطبع هذا أو ذاك، نسأل الله الهداية لنا وللجميع.
(٣) صالح الورداني: الشيعة في مصر، ص (١٨١).
(٤) نقلًا عن حوار أجراه معه الإعلامي الشيعي حيدر السلامي، وذلك في عام ٢٠٠٧م في أغلب الظن.

<<  <   >  >>