للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

عقد بابًا آخر في (أن الأئمة عليهم السلام يعلمون علم ما كان، وما يكون، وأنه لا يخفى عليهم شيء)، روى فيه: «عن الحارث بن المغيرة، وعدة من أصحابنا سمعوا أبا عبد الله - عليه السلام - يقول: إني لأعلم ما في السماوات وما في الأرض وأعلم ما في الجنة وأعلم ما في النار، وأعلم ما كان وما يكون» (١). وروى المجلسي عن صفوان بن يحيى عن بعض رجاله عن الصادق - عليه السلام - أنه قال: «والله لقد أُعطينا علم الأولين والآخرين، فقال له رجل من أصحابه: جُعلت فداك أعندكم علم الغيب؟ فقال له: ويحك إني لأعلم ما في أصلاب الرجال وأرحام النساء» (٢).

ويعتقدون كذلك أن جزءًا من النور الإلهي، قد حلَّ بعلي بن أبي طالب - رضي الله عنه -، كما يروي الكليني عن علي بن حديد، عن مرازم، عن أبي عبد الله - عليه السلام - قال: «قال الله تبارك وتعالى: يا محمد، إني خلقتك وعليًا نورًا - يعني روحًا بلا بدن - قبل أن أخلق سماواتي وأرضي وعرشي وبحري، فلم تزل تهللني وتمجدني، ثم جمعت روحيكما فجعلتهما واحدة فكانت تمجدني وتقدسني، وتهللني، ثم قسمتها ثنتين وقسمت الثنتين ثنتين فصارت أربعة محمد واحد وعلي واحد والحسن والحسين ثنتان، ثم خلق الله فاطمة من نور ابتدأها روحًا بلا بدن، ثم مَسَحَنا - أي الأئمة - بيمينه فأفضى نوره فينا» (٣). وقال أيضًا: «إن الله تعالى أعظم وأعز وأجل وأمنع من أن يظلم، ولكنه خلطنا بنفسه، فجعل ظلمنا ظلمه، وولايتنا ولايته، حيث يقول: {إِنَّمَا وَلِيُّكُمُ اللهُ وَرَسُولُهُ وَالَّذِينَ آمَنُوا} (٤) يعني الأئمة منا» (٥).

ويعتقدون أن أعمال العباد تُعرَض على الأئمة في كل يومٍ وليلة، كما روى الكليني عن عبد الله بن أبان الزيات قال: «قلت للرضا - عليه السلام -: ادع الله لي ولأهل بيتي، فقال: أولست أفعل؟! والله، إن أعمالكم لتُعرَض علي في كل يومٍ وليلة» (٦).


(١) السابق (١/ ٢٦١).
(٢) المجلسي: بحار الأنوار (٢٦/ ٢٧ - ٨).
(٣) الكليني: الأصول من الكافي (١/ ٤٤٠).
(٤) المائدة: ٥٥
(٥) الكليني: الأصول من الكافي (١/ ١٤٦).
(٦) السابق (١/ ٢١٩).

<<  <   >  >>