للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ويعتقدون كذلك أن عليًا يركب السحاب، كما روى المجلسي أن عليًا أومأ إلى سحابتين، فأصبحت كل سحابة كأنها بساط موضوع، فركب على سحابة بمفرده، وركب بعض أصحابه على الأخرى، وقال فوقها: «أنا عين الله في أرضه، أنا لسان الله الناطق في خلقه، أنا نور الله الذي لا يُطفأ، أنا باب الله الذي يؤتى منه، وحجته على عباده» (١).

كما يعتقد الشيعة أن حمل الأئمة لا يكون في رحم البطن بل في الجانب، وأن ولادتهم تكون من أفخاذ الأمهات بعيدًا عن القذارة والنجاسة! كما روى المجلسي عن أبي محمد - عليه السلام - أنه قال: «إنا معاشر الأوصياء لسنا نُحمَل في البطون، وإنما نُحمَل في الجُنوب، ولا نخرج من الأرحام، وإنما نخرج من الفخذ الأيمن من أمهاتنا، لأننا نور الله لا تناله الدناسات» (٢).

بل قد غلت الشيعة الإمامية في الحسين بن علي رضي الله عنهما، حيث يعتقدون أن قبر الحسين - رضي الله عنه - شفاء من كل داء، وذكر شيخهم المجلسي قرابة من ثلاث وثمانين رواية عن تربة الحسين وفضائلها وأحكامها وآدابها، ومنها قوله: «قال أبو عبد الله: حنكوا أولادكم بتربة الحسين فإنه أمان» (٣). كما أفتى الخميني لأتباعه ومريديه بأن يأكلوا من تربة الحسين للاستشفاء بها، حيث إنه يرى لها فضيلة لا تلحق بها أية تربة حتى تربة قبر النبي - صلى الله عليه وسلم -، فيقول ما نصه (٤): «يحرم أكل الطين، وهو التراب المختلط بالماء حال بلته، وكذا المدر وهو الطين اليابس، ويلحق بهما التراب على الأحوط»، ثم يقول: «يُستثنى من الطين طين قبر سيدنا أبي عبد الله الحسين - عليه السلام - للاستشفاء ولا يجوز أكله بغيره، ولا أكل ما زاد عن قدر الحمصة المتوسطة، ولا يلحق به طين غير قبره، حتى قبر النبي صلى الله عليه وآله والأئمة عليهم السلام، نعم لا بأس أن يمزج بماء أو شربة، ويستهلك فيه والتبرك والاستشفاء بذلك الماء وتلك الشربة» اهـ (٥).


(١) السابق (٢٧/ ٣٣ - ٤).
(٢) السابق (٥١/ ٢٦).
(٣) السابق (١٠١/ ١١٥).
(٤) الخميني: تحرير الوسيلة (٢/ ١٥٣)، كتاب الأطعمة والأشربة، باب القول في غير الحيوان، مسألة رقم: ٧
(٥) السابق، مسألة رقم: ٩

<<  <   >  >>