للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

هكذا خرق الإجماع بدعواه! وكأن هذا وطائفته لم يقفوا على قول شيخهم الشريف المرتضى (١): «ولأن الأنبياء عليهم السلام يجب أن ينزهوا عن هذه الحال لأنها تعيير وتشيين ونقص في القدر، وقد جنبهم الله تعالى ما دون ذلك تعظيمًا لهم وتوقيرًا ونفيًا لكل ما ينفر عن القبول منهم. وقد حمل ابن عباس قوة ما ذكرناه من الدلالة على أن تأويل قوله تعالى في امرأة نوح وامرأة لوط {فَخَانَتَاهُمَا}، أن الخيانة لم تكن منهما بالزنا، بل كانت إحداهما تخبر الناس بأنه مجنون، والأخرى تدل على الأضياف».

ولا على قول شيخهم الطوسي (٢): «وما زنت امرأة نبي قط، لما في ذلك التنفير عن الرسول وإلحاق الوصمة به، فمن نسب أحدًا من زوجات النبي إلى الزنا، فقد أخطأ خطأ عظيمًا، وليس ذلك قولًا لمحصل».

بل أسسوا بنيانهم على شفا جرف هار لينهار بهم في نار جهنم، اعتمادًا على قول سيدهم القمي المتقدم (٣): «والله ما عنى بقوله {فَخَانَتَاهُمَا} إلا الفاحشة»، ولا اعتبار لما قاله محقق البحار (٤): «الحديث من أخبار الآحاد التي تراكمت الأخبار على عدم صدقه».

ولكن هذا ليس بمستغرب على القوم، فإنه كما يقول محب الدين الخطيب (٥): «من طبيعة التحزب والتعصب والتشيع أن يذهب بعقول أصحابه وأخلاقهم، ثم يذهب بحيائهم ودينهم، كما برهن على ذلك علماء النفس الاجتماعي وفي مقدمتهم الدكتور جوستاف لوبون» اهـ.

ولقد نسج شذاذ المذهب على منوال هذا الإفك والبهتان أساطير ما أنزل الله بها من سلطان، حتى نشر كافرهم المدعو عباس بن نخي المُسمَّى بسعيد السماوي مقالًا شنيعًا في مجلة (المنبر) الرافضية الكويتية في شعبان ١٤٢٥هـ/أكتوبر ٢٠٠٤م بعنوان (أم


(١) الشريف المرتضى: تنزيه الأنبياء، ص (٣٦).
(٢) تفسير الطوسي (١٠/ ٥٢).
(٣) تفسير القمي (٢/ ٣٧٧).
(٤) انظر: بحار الأنوار (٣٢/ ١٠٦) الهامش.
(٥) محب الدين الخطيب: هامش (العواصم من القواصم)، لابن العربي، ص (٧٠).

<<  <   >  >>