للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

الطرقات وجذبهم إليها لأنها لم تعد جذابة كما كانت شابة رغم سوادها ودمامتها!! (١).

فهل عرفتم الآن لماذا تبرأت من ماما عائشة؟! لأنني بصراحة لست مستعدًا لأن تكون أمي متسكعة ولا أتصور أن أي شخص يمكن أن يقبل أو يحترم أمه أو أخته أو زوجته إذا كانت هذه (القذارة) هي مهنتها؟! وأي صاحب غيرة يقبل بأن تكون إحدى محارمه تمارس مهنة (ق .....) علنًا؟!!» اهـ (٢).

أترى كيف يجترئ هذا الزنديق على أن يقول مثل هذا الكلام على حبيبة رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، الطاهرة المبرأة من فوق سبع سماوات؟! قال شيخ الإسلام ابن تيمية رحمه الله: «قال القاضي أبو يعلى [٣٨٠ - ٤٥٨هـ]: من قذف عائشة بما برأها الله منه كفر بلا خلاف، وقد حكى الإجماع على هذا غير واحد، وصرَّح غير واحد من الأئمة بهذا الحكم» اهـ (٣).

والأمر لم يقف عند ذلك، بل تبع هذا الزنديق زنديق آخر، وهو مؤسس المجلة ذاتها، ومؤسس هيئة (خُدَّام المهدي)، المدعو ياسر الحبيب، الهارب إلى بريطانيا منذ عام ٢٠٠٤م بعد إصدار الكويت الحكم بسجنه عشر سنوات بتهمة (سب الصحابة) .. فلقد أقام في السابع عشر من رمضان عام ١٤٣١هـ احتفالًا سماه (عيد البراءة)، وذلك بمناسبة ذكرى رحيل أم المؤمنين عائشة رضي الله عنها. وقد ألقى فيه خطبة فاجرة أنزل فيها وابلًا من السباب والشتائم على أم المؤمنين وطعن في عرضها الطاهر الشريف، وكان من جملة ما قاله: «إني أريد أن أثبت أن عائشة بنت أبي بكر اليوم في النار، بل هي في قعر جهنم».


(١) رغم أننا لسنا في حاجة لإثبات بطلان هذه الرواية سندًا، نذكر قول شاه عبد العزيز الدهلوي رحمه الله، يقول: «وهذه الرواية وردت عن وكيع بن الجراح عن عمار بن عمران عن امرأة من غنم عن عائشة رضي الله تعالى عنها، وعمار بن عمران [والمرأة] مجهولان فلا تُقبَل هذه الرواية، والحاصل أن هذا الخبر لا صحة له عند أهل السنة، بل لا ورود له» اهـ[محمود شكري الألوسي: مختصر التحفة الاثني عشرية، ص (٢٩٨ - ٩)].
(٢) وقد حدثني من أثق به سماعه لاثنتين من عوام نساء الروافض وهما تذكران ثالثة بسوء وتقولان: «إنها عائشة»! والمقصود من سياق حديثهما الإشارة إلى أنها امرأة سيئة السمعة.
(٣) ثم يقول رحمه الله: «وأما من سب غير عائشة من أزواجه - صلى الله عليه وسلم - ففيه قولان: أحدهما: أنه كسابِّ غيرهن من الصحابة، والثاني: وهو الأصح أنَّ من قذف واحدةً من أمهات المؤمنين فهو كقذف عائشة رضي الله عنها، وذلك لأن هذا فيه عارٌ وغضاضةٌ على رسول الله - صلى الله عليه وسلم -، وأذى له أعظم من أذاه بنكاحهن بعده» اهـ. [ابن تيمية: الصارم المسلول، ص (٤٤٢ - ٣) باختصار].

<<  <   >  >>