للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

كما لاحظ الشيخ حامد بن عبد الله العلي الأمين العام السابق للحركة السلفية بالكويت في فتوى الخامنئي ثلاثة أمور:

- أحدها: أنه ساوى بين شأن الصحابة وأمهات المؤمنين ورموز أهل السنة، وكأنه يتحدث - بمكر خفي - عما يسمَّى (احترام الآخر) فحسب، ليخرج المسألة عن خلاف في أصول الدين. بينما الحال أن شأن الصحابة وأمهات المؤمنين هو من أصول الدين التي يضل المخالف فيها ضلالًا مبينًا، أو يكفر إن كفَّرهم، أما رموز أهل السنة فهم بشر يصيبون ويخطئون، ولا يتعلق بالمس بأحدهم ضلال ديني، لكنه إن كان تطاولًا بغير حق، فهو من آثام التفريط في حق المسلم، وتغلَّظ إن كان هذا المسلم من العلماء، أو من ذوي القدر في الإسلام.

- الثاني: أن هدفه من إقحام رموز السنة في الموضوع، هو حماية رموز دينهم من الهجوم الذي تتعرض له في وسائل الإعلام التي انبرت للدفاع عن عائشة رضي الله عنها. فكأنه يريد أن يقول: كفوا عن رموزنا نكف عن أمهات المؤمنين والصحابة ورموزكم!!

- الثالث: أن فتواه - التي خلت تمامًا من التنويه بتزكية القرآن لأم المؤمنين عائشة ووجوب الترضي عنها والثناء عليها كما أثنى القرآن - نصَّت على تحريم «اتهام زوجة النبي - صلى الله عليه وسلم - بما يخل بشرفها»، ولهذا وضع هذا الوصف: «زوجات الرسل»، وكأنه يبيح النيل منها بغير الشرف!! (١).

والمريب في الأمر أنه لما طالبت الحكومة الكويتية الشرطة الدولية (الإنترپول Interpol) بإلقاء القبض على هذا الخبيث، رفض الإنترپول ذلك، وبرر رفضه بأن «قضية ياسر حبيب تولدت نتيجة أفكار ومعتقدات مذهبية ودينية لا يجب عقابه أو محاكمته عليها»!! بما يكشف لنا الوجه الغربي القبيح الذي يزكي نار التطرف متسترًا وراء (آليات حقوق الإنسان)! (٢).

ولقد ترتب على هذا الموقف الخسيس أن قامت الحكومة الكويتية بسحب جنسيته في


(١) انظر: (الرد على فتوى الخامنئي)، الجمعة ١/ ١٠/٢٠١٠م، موقع الشيخ حامد العلي: www.h-alali.net
(٢) انظر، صحيفة (الوطن) السعودية، مقال بعنوان: (ثنائي لندن يتلاعبان بالمرجعية ويقفزان على التاريخ)، الأربعاء ١٥/ ٩/٢٠١٠م. www.alwatan.com.sa

<<  <   >  >>