للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

مؤتمر القدس كلَّمه في هذا الموضوع .. فأنكر ذلك بلسانه، ولم يكتب ذلك، وطلب من رشيد أن يطلب منه الكتابة في ذلك على صفحات المنار (١)، وفعلًا طلب ذلك رشيد، وجاء جواب آل كاشف الغطاء بعد ذلك مخالفًا لما قاله لرشيد في المؤتمر، فلم يعلن فيما كتبه رأيه صريحًا حاسمًا في ذلك (٢). وهذا يدل على أن الروافض لا يقبلون هذا التعاون إلا إذا كان في ذلك نشر لمذهبهم» اهـ.

[٣ - علماء السعودية في عهد الملك فيصل]

ويروي القفاري كذلك (٣): «وقد حدثني سماحة الشيخ عبد الله بن حميد [ت. ١٤٠٢هـ] أن الرافضة في عهد الملك فيصل [١٣٢٤ - ١٣٩٥هـ/١٩٠٦ - ١٩٧٥م] قد أرسلوا لعلماء السعودية [رسالة] يطلبون فيها جلسة حوار معهم، فإن تبين - كما يقولون - أن الحق مع السنة اتبعه الجميع، وإن كان مع الشيعة اتبعه الجميع، وبهذا يرفع الخلاف ويكون التقارب والتآلف. فكان من إجابة علماء السعودية أنه لا مانع لدينا من ذلك ولكن لا بد من الاتفاق على أصل يرجع إليه عند الخلاف، وهو كتاب الله - عز وجل - وصحيح السنة وعلى رأسها صحيح البخاري. وأرسلوا بذلك إليهم وانتظروا منهم الجواب ولم يصل لهم جواب» اهـ.


(١) قال: «ونحن نرغب إليه أن ينشر عنا في الجواب على صفحات مناره الأغر ما يلي ...». [السابق].
(٢) قال الشيخ رشيد رضا رحمه الله بعد أن عرض جواب آل كاشف الغطاء: «هذا نص الجواب الموعود من سماحة العلامة الواسع الصدر، الجليل القدر، وهو على حسنه ولطفه دون ما سمعت منه بالمشافهة، ودون ما كنت أتوقع من الصراحة، جاء مجملًا ليس حزًّا في المفاصل، لم يذكر فيه كلمة الخصم الشنعاء؛ وإنما أشار إليها بـ"ربما يقال"، وحصر كلامه في رأي الشيعة الإمامية في "إخوانهم المسلمين" وقال إنها مجمع عليها بالشرط الذي ذكره؛ وإنه "إن ظهر من كلام بعض العلماء خلافها فلعله من قصور التعبير وعدم وفاء البيان"، فتضمن قوله هذا الاعتذار عن الأستاذ السيد عبد الحسين نور الدين بأنه ليس فيه إلا قصور التعبير عن مذهبهم وعدم وفاء البيان به، وهذا السيد ليس ضعيف البيان بل هو فصيح العبارة قلما يوجد في معاصريه مثله في حسن بيانه وصراحته ...». [السابق (٣٢/ ٢٣٥)].
(٣) د. ناصر القفاري: مسألة التقريب بين أهل السنة والشيعة (٢/ ٢٦٧ - ٨).

<<  <   >  >>