للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

ولقد جاء رد الدكتور القرضاوي على هذا الإسفاف في بيان دافع فيه عن موقفه، وكان مما قاله فيه (١): «ولكني أخالفهم في أصل مذهبهم وأرى أنه غير صحيح، وهو: أن النبي - صلى الله عليه وسلم - أوصى لعلي بالخلافة من بعده وأن الصحابة كتموا هذا، وخانوا رسولهم، وجحدوا عليًا حقه، وأنهم تآمروا جميعًا على ذلك. والعجب أن عليًا لم يعلن ذلك على الملأ ويقاتل عن حقه. بل بايع أبا بكر وعمر وعثمان، وكان لهم معينًا ومشيرًا. فكيف لم يواجههم بالحقيقة؟ وكيف لم يجاهر بحقه؟ وكيف تنازل ابنه الحسن عن خلافته المنصوص عليها لمعاوية؟ وكيف يمدحه النبي - صلى الله عليه وسلم - بذلك، وأن الله أصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين (٢)»، ثم قال: «وإني أقول الحق ولا أخاف في الله لومة لائم، ولو كنت أبيع في سوق النفاق لنافقت إيران التي تقدر أن تعطي الملايين، والتي تشتري ولاء الكثيرين بمالها، ولكني لا أشترى بكنوز الأرض، فقد اشتراني الله تعالى وبعت


(١) ولقد أرسل الشيخ نسخة من البيان إلى جريدة (المصري اليوم) نشرته في عدد الجمعة ١٩/ ٩/٢٠٠٨م، ص (١١).
(٢) قال رسول الله - صلى الله عليه وسلم -: «ابني هذا سيد، ولعل الله أن يصلح به بين فئتين عظيمتين من المسلمين». [رواه البخاري، كتاب الصلح: ٢٧٠٤].

<<  <   >  >>