للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وطعنوا الخليفة العثماني في ظهره بزحفهم على عاصمة الخلافة بينما كان يتغلغل بجيوشه في أحشاء النمسا إلى أن دخل قلب فيينا، وكادت أوروپاتدخل في حظيرة الإسلام لولا اضطرار الجيش العثماني إلى الانسحاب والرجوع إلى الرافضة لدحرهم ودفعهم. أيضًا، كما تحالفوا مع ملك المجر ضد الدولة العثمانية، وكما سلَّموا أرض المسلمين في پاكستان الشرقية لقمة سائغة للهندوس حتى يقيموا عليها الدولة المسخ بنجلاديش.

- جهله بالواقع الأليم لأهل السنة المحاصرين المستضعفين في داخل الدولة الرافضية الإيرانية، وما يعانونه من تفرقة عنصرية واضطهاد وتشريد وتصفية جسدية، ويكفي أن طهران العاصمة لم يسمح فيها ببناء مسجد واحد لأهل السنة، على الرغم من وجود اثنتي عشرة كنيسة، وأربعة معابد يهودية، وعددًا من معابد المجوس عبدة النار (١).

أما إن كان قائل هذه العبارة يدري كل هذا وهو يتشدق بهذه الفرية، فالمصيبة أعظم، ولا يبقى إلا أنه غاشٌّ لأهل الإسلام إذ يتغاضى عن هذه الحقائق الصارخة، ويكذب على المسلمين حين يزعم أن الخلاف مع الرافضة كالخلاف بين الحنبلي والشافعي والمالكي والحنفي، فهذه المذاهب وإن اختلفت في الفروع الفقهية العملية، لكنها تقف جميعًا في مسائل العقيدة والتوحيد تحت مظلة واحدة، هي السنة والجماعة، وهذا المفتري يحاول


(١) ولدى سؤال المرجع الشيعي مصباح اليزدي صاحب النفوذ في النظام الإيراني عن سبب امتناع الحكومة عن السماح ببناء مسجد لأهل السنة في طهران أجاب قائلًا: «متى ما سمح لنا ببناء حسينية في مكة، عندئذ سوف يُسمح لهم ببناء مسجد في طهران!» [انظر، جريدة (المصري اليوم)، عدد الأربعاء ٣/ ٣/٢٠١٠م، ص (١٤)].

<<  <   >  >>