للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

وأي محاولات للتقريب العقائدي والفقهي بين السنة والشيعة ما هي إلا محاولات لتبديل الدين وتحريفه، وهذا ما لا ينبغي أن نسعى إليه» اهـ.

ويقول محب الدين الخطيب (١): «ومما لا ريب فيه أن الشيعة الإمامية هي التي لا ترضى بالتقريب، ولذلك ضحت وبذلت لتنشر دعوة التقريب في ديارنا وأبت وامتنعت أن يرتفع له صوت أو تخطو في سبيله أية خطوة في البلاد الشيعية، أو أن نرى أثرًا له في معاهدها العلمية. ولذلك بقيت الدعوة إليه من طرف واحد، فكانت هذه الدعوة كأسلاك الكهرباء التي لا يلتقي سالبها بموجبها ولا موجبها بسالبها، ولذلك فإن كل عمل في هذا السبيل سيبقى عبثًا كعبث الأطفال، ولا طائل تحته، إلا إذا تركت الشيعة لعن أبي بكر وعمر، والبراءة من كل من ليس شيعيًا منذ وفاة النبي - صلى الله عليه وسلم - إلى يوم القيامة، وإلا إذا تبرأ الشيعة من عقيدة رفع أئمة آل البيت الصالحين عن مرتبة البشر الصالحين إلى مرتبة الآلهة اليونانيين، لأن هذا كله بغي على الإسلام، وتحويل له عن طريقه الذي وجهه إليه صاحب الشريعة الإسلامية - صلى الله عليه وسلم - وأصحابه الكرام، ومنهم علي بن أبي طالب وبنوه، فإن لم تترك الشيعة هذا البغي على الإسلام وعقيدته وتاريخه، فستبقى منفردة وحدها، بأصولها المخالفة لجميع أصول المسلمين، ومنبوذة من جميع المسلمين» اهـ.

وخلاصة القول: «أن المنهج السليم للتقريب هو: أن يقوم علماء السنة بجهد كبير لنشر اعتقادهم وبيان صحته وتميزه عن مذاهب أهل البدع، وكشف لمؤامرات الروافض وأكاذيبهم وما يستدلون به من كتب أهل السنة. وأن يصاحب ذلك كله بيان لانحرافات الروافض وكشف ضلالاتهم وأصولهم الفاسدة. وإذا كان أئمة السنة قد شاركوا في ذلك فإنه يجب مضاعفة الجهد وأن يكون جهدًا جماعيًا مخططًا له. أي أن المنهج الأصيل للتقريب هو بيان الحق وكشف الباطل، هو تقريب الشيعة إلى الحق والوقوف في وجه المد التبشيري الرافضي الذي ينشط اليوم بشكل غريب في العالم الإسلامي، وفي أوروپاوأمريكا. حتى يجتمع المسلمون على كلمة سواء، ويعتصموا بحبل الله جميعًا ولا يتفرقوا. وإذا كان لا يجدي مع الشيعة الاحتجاج عليهم بالقرآن والسنة والإجماع، وبيان


(١) محب الدين الخطيب: الخطوط العريضة، ص (٤٣ - ٤).

<<  <   >  >>