للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>

من البداية لا بد أن نؤكد أن وول ستريت قد أخذت الضمانات اللازمة

من التروتسكيتنيين ورفاقه الذين كانوا على رأس الاتحاد السوفييتي.

ولا تنتظر منهم، وقد ذهبوا، تفسيرا لهذه العملية الكبيرة الهامة التي بلغ مجموعها ١٢٥ مليار فرنك فرنسي عام ١٩٢٥؛ لذا علينا أن نبحث في تفسير هذه العمليات المالية الهامة في مفتتح الثورة السوفييتية عبر

مستويين: مستوى عام ومستوى يخص اليهود.

أما على المستوى العام ففي عام ١٩٢٥ كانت البلاد الغربية الرأسمالية المتحضرة قد أنهت عملياتها في ما فوق التصنع (la surindustria - lisation) ، وقد أصبحت الصناعة أمرا واقعا في بلد أضحى يتقاسمه كل رجاله، أي (serviettes) (المديرون وراء المكاتب)، وحملة (musette) (العمال الأجراء الذي يحملون زوادتهم إلى عملهم). وكان هؤلاء جميعا في المدى النهائي سيصبحون في قليل أو كثير ماركسيين، بمعنى أنهم من

الفريق الذي يتأهب لما يسمى المساء الكبير (١) (le grand soir) وذلك قبل أن يستولي مفهوم المادية على العقول والأفكار والتعامل في سائر أوروبا، فالماركسية اعتمدت على الإيديولوجية المادية، وهذا يعني أنها نافية لكل إيديولوجية.

في هذه العبارة برزت في الفكر، الخطة الماركسية في التعارض الأساسي بين الماركسية وكل فكرة دينية، وبالخصوص المسيحية والإسلام. ومؤدي هذا أن الإيديولوجية الماركسية ضد كل رابطة ترتبط بعروة غير تلك العروة التي يراد شد وثاقهم فيها فقط، وقد أصبح هذا مفهوما في تلك المرحلة بالخصوص.


(١) هذا التعبير يشير في الأدب الشيوعي إلى العصر الذي تأتي فيه الثورة الشيوعية العالمية في العالم كما يشار الآن (le jour-j أو ١ heure, h أي يوم الساعة.

<<  <   >  >>