للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ص:  >  >>
مسار الصفحة الحالية:

كتب ذلك نقشاً في صفائح الفولاذ، وجعله شريعة لقومه، فالتزموه بعده، حتى قطع الله دابرهم. وكان جنكز خان لا يتدين بشيء من أديان أهل الأرض -كما تعرف هذا إن كنت أشرفت على أخباره -فصار الياسة حكماً بتاً في أعقابه، لا يخرجون عن شيء من حكمه -ثم قال (١) في ص (٣٥٩) بعد ذكر أمثلة من سخافات هذه الياسه: "وجعل حكم الياسه لولده جقتاي بن جنكز خان، فلما مات التزم من بعده أولاده وأتباعهم حكم الياسة، كالتزام أول المسلمين حكم القرآن، وجعلوا ذلك ديناً لم يعرف عن أحد منهم مخالفته بوجه".

* ... * ... *

قال تعالى: (وَمَنْ أَحْسَنُ مِنَ اللهِ حُكْماً لِّقَوْمٍ يُوقِنُونَ) [المائدة: ٥٠]

قال الحافظ ابن كثير (٢):

"أي: ومن أعدل من الله في حكمه، لمن عقل عن الله شرعه وآمن به، وأيقن، وعلم أنه تعالى أحكم الحاكمين، وأرحم بخلقه من الوالدة بولدها، فإنه تعالى هو العالم بكل شيء القادر على كل شيء العادل في كل شيء"اهـ.

قال الشيخ (٣):

"أقول: أفيجوز -مع هذا- في شرع الله أن يُحكم المسلمون في


(١) القائل هو المقريزي في "خططة" (٣/ ٣٥٩)
(٢) تفسير ابن كثير (٢/ ٦٨)
(٣) عمدة التفسير (٣/ ١٧٣ - ١٧٤)

<<  <   >  >>