للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وقال تعالى: {لَا إِكْرَاهَ فِي الدِّينِ قَدْ تَبَيَّنَ الرُّشْدُ مِنَ الْغَيِّ} [البقرة: ٢٥٦] , وقال تعالى: {وَمَا أَكْثَرُ النَّاسِ وَلَوْ حَرَصْتَ بِمُؤْمِنِينَ (١٠٣)} [يوسف: ١٠٣].

٣ - مناقشة الأديان والعقائد والملل والنحل والمذاهب المختلفة مناقشة موضوعية نزيهة تكشف ما فيها من وجوه الزلل والزيف والبطلان، وتبين الحق في ذلك كله.

ومن الأمثلة على ذلك أن اللَّه قد أشار إلى مقالة الملاحدة، والذين ينكرون البعث واليوم الآخر في قوله تعالى: {وَقَالُوا مَا هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا يُهْلِكُنَا إِلَّا الدَّهْرُ وَمَا لَهُمْ بِذَلِكَ مِنْ عِلْمٍ إِنْ هُمْ إِلَّا يَظُنُّونَ (٢٤)} [الجاثية: ٢٤] , وفي قوله تعالى: {وَلَئِنْ أَطَعْتُمْ بَشَرًا مِثْلَكُمْ إِنَّكُمْ إِذًا لَخَاسِرُونَ (٣٤) أَيَعِدُكُمْ أَنَّكُمْ إِذَا مِتُّمْ وَكُنْتُمْ تُرَابًا وَعِظَامًا أَنَّكُمْ مُخْرَجُونَ (٣٥) هَيْهَاتَ هَيْهَاتَ لِمَا تُوعَدُونَ (٣٦) إِنْ هِيَ إِلَّا حَيَاتُنَا الدُّنْيَا نَمُوتُ وَنَحْيَا وَمَا نَحْنُ بِمَبْعُوثِينَ} [المؤمنون: ٣٤ - ٣٧].

وعند تأمل هذا الطرح والمناقشة التي أعقبته تظهر عبارات {تَعْلَمُونَ} [المؤمنون: ٨٤] {تَذَكَّرُونَ} [المؤمنون: ٨٥] {تَتَّقُونَ} [المؤمنون: ٨٧]، وقد ذيلت بأسئلة لطيفة متدرجة من مقدمة إلى نتيجة، وهي ترتقي بالفكر والوجدان، وفيها احترام لعقلية المجادل والنزول معه إلى ما يعقله ويدركه وتذكيره بلوازم ذلك، ثمّ السمو به إلى التقوى، وإيقاظ شعوره ووجدانه وهمته للزوم الحق والخير، وتحذيره من مغبة الكذب على اللَّه ووصفه بما هو منزه عنه، حيث قال تعالى: {بَلْ أَتَيْنَاهُمْ بِالْحَقِّ وَإِنَّهُمْ لَكَاذِبُونَ (٩٠) مَا اتَّخَذَ اللَّهُ مِنْ وَلَدٍ وَمَا كَانَ مَعَهُ مِنْ إِلَهٍ إِذًا لَذَهَبَ كُلُّ إِلَهٍ بِمَا خَلَقَ وَلَعَلَا بَعْضُهُمْ عَلَى بَعْضٍ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يَصِفُونَ (٩١) عَالِمِ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ فَتَعَالَى عَمَّا يُشْرِكُونَ} [المؤمنون: ٩٠ - ٩٢].

ولعل في هذا الأسلوب، وما أدى إليه من نتائج وأحكام صورة

<<  <  ج: ص:  >  >>