للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

[أساليب مواجهة تحدي الاستشراق والمستشرقين ووسائلها]

بعد الإلمام بطبيعة المنهج الاستشراقي في دراسة الإسلام وأمَّته وأنه يهدف بطرق مباشرة وغير مباشرة إلى طمس معالم هويّة الأُمَّة الإسلاميَّة، والتشكيك في عقيدة الإسلام وشريعته وتاريخه وحضارته وتراثه، والنيل من ذاتيتها المتميزة واستقلالها (١)، فإنَّ التصدي لهذا الفكر المغازي يحتاج إلى مواجهة تعتمد على الآتي:

أولًا: الثقة في اللَّه قبل كل شيء، وإخلاص النية له ثم تحديد الهدف من اتخاذ أي أسلوب أو التذرع بأي وسيلة لمكافحة هذا الفكر المغازي والتصدي له أو لغيره من الأخطار المحدقة بالأُمَّة. .

وأن يكون الهدف هو إعلاء كلمة اللَّه، والانتصار له تعالى لتكون كلمته هي العليا وكلمة الذين كفروا السفلى تحقيقًا لقوله تعالى: {يَاأَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنْ تَنْصُرُوا اللَّهَ يَنْصُرْكُمْ وَيُثَبِّتْ أَقْدَامَكُمْ} [محمد: ٧] وقوله تعالى: {وَمَا النَّصْرُ إِلَّا مِنْ عِنْدِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ} [الأنفال: ١٠].

ثانيًا: الاعتصام بكتاب اللَّه وسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم-، وهذا شرط جوهري لمواجهة الاستشراق وغيره من الأخطار التي تهدد يتميز الأُمَّة، قال تعالى: {وَأَنَّ هَذَا صِرَاطِي مُسْتَقِيمًا فَاتَّبِعُوهُ وَلَا تَتَّبِعُوا السُّبُلَ فَتَفَرَّقَ بِكُمْ عَنْ سَبِيلِهِ ذَلِكُمْ وَصَّاكُمْ بِهِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ} [الأنعام: ١٥٣]، وقال الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: "تركتُ فيكم أمرين لن تضلوا ما مسكتم بهما كتاب اللَّه وسنة نبيه" (٢).


(١) انظر: زقزوق: الاستشراق. . . ص ١٣٠، (مرجع سابق)
(٢) أخرجه الإمام مالك: الموطأ، كتاب القدر، باب: النهي عن القول بالقدر، الحديث =

<<  <  ج: ص:  >  >>