للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ثم يفسر قوله تَعالَى: {وَحَسُنَ أُولَئِكَ رَفِيقًا} [النساء: ٦٩]. (بالاجتماع بهم، في جنات النعيم، والأنس بقربهم، في جوار رب العالمين) (١).

٨ - تتحقق الاستقامة على الصراط المستقيم بالإيمان والعمل الصالح والتواصي بالحق والتواصي بالصبر ولتلك الاستقامة التي أمر اللَّه بها وأمر بها رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- لازم (ولازم الحق كما قال العلماء حق؛ لأَنَّ اللَّه تعالى عالم بما يكون لازمًا من كلامه وكلام رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- فيكون مرادًا) (٢).

أما لازم تلك الاستقامة فهو التميُّز والاستقامة مردودها على المستقيمين من الأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ في الدنيا والآخرة وهو نفسه مردود التميُّز، وما يترتب على الإيمان والعمل الصالح من موعودٍ إلهي في الدنيا والآخرة يبين بجلاءٍ ووضوح منزلة تَمَيَّزُ الأُمَّة الإسلامِيَّة عن غيرها من الأمم. . وقد اتضحت فيما سبق منزلة تميُّز الأمة الإسلامية في الآخرة بخاصة.

أَمَّا منزلة تميُّز هذه الأمة في الحياة الدنيا -وعلي وجه الأرض بالذَّات- فمن الأدلة على ذلك ما يأتي:

الأولى: تحقق الأمن والرخاء، قال تعالى: {وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُوا وَاتَّقَوْا لَفَتَحْنَا عَلَيْهِمْ بَرَكَاتٍ مِنَ السَّمَاءِ وَالْأَرْضِ} [الأعراف: ٩٦].

قال ابن عطية في تفسيرها: (والثواب والعقاب متعلق بكسب البشر) (٣)، وقد ربط اللَّه -عز وجل- الحياة الكريمة للأُمَّةِ الإِسْلامِيَّةِ بالإيمان والتقوى إذا تحققا في الأُمَّةِ الإِسلامِيَّةِ تَوفر لها الأمن النفسي والاجتماعي والأمن السياسي والعسكري، وتوفر لها الرخاء في المعيشة، وذلك بإنزال


(١) المرجع السابق نفسه: (٢/ ٩٦).
(٢) محمد بن صالح العثيمين: القواعد المثلى في صفات اللَّه وأسمائه الحسنى: (ص: ١٤)، الطبعة الأولى: (١٤١٢ هـ، عن دار الوطن، الرياض).
(٣) المحرر الوجيز: (٢/ ٤٣٢)، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>