للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

عنوانه: الديانة المحمدية، ففي هذا الكتاب -كما يذكر الباحثون- عرض (هادريان) في جزء منه العقيدة الإسلامية من مصادر عربية ولاتينية، وفي جزئه الآخر قام بتصحيح الآراء الغربية التي كانت سائدة لديهم عن تعاليم الإسلام (١).

ولعل مقولة (هادريان): (دعوا المسلمين أنفسهم يصفوا لنا دينهم) من أكثر ما ورد في الكتاب إنصافًا لأنَّهُ بذلك يخط منهجًا أقرب إلى العلمية وينسف أباطيل من سبقه من (اللاهوتيين) والمرتزقة، وعلي الرغم من هذا المسلك القريب من العلمية والمنهجية فإن (هادريان) حدد قصده بذلك المسلك بقوله: (إنَّهُ يَتَحَتَّمَ على المرء أن يعرف الإسلام جيدًا لكي يستطيع أن يحاربه بطريقة فعالة) (٢).

ومهما يكن السبب في قوله هذا، سواءً أكان الخوف من سلطة الكنيسة وغضب جماهيرها من اتخاذه أسلوبًا يهدف للناحية العلمية فهو لذلك يجاملها بهذا القول، أو إنه كان يريد فعلًا تغيير الأساليب القديمة ويقصد الوصول إلى فهم الإسلام فهمًا صحيحًا ممهدًا بذلك السبيل إلى محاربته من جانب النصرانية بطريقة أفضل من ذي قبل، مهما يكن الأمر فإن التاريخ أثبت أن (صورة العصور الوسطى النصرانية للإسلام ظلت في جوهرها دون تغيير، وإنما نفضت عنها الثياب القديمة لأجل أن تضع عليها ثيابًا جديدة أقرب إلى العصر) (٣).


(١) انظر: محمود حمدي زقزوق: الاستشراق ص: (٣٣، ٣٤)، المرجع السابق نفسه، وانظر: المستشرق الألماني د. فيشر في لقاء معه أجراه: علي لغزيوي، مجلة الفيصل عدد: (٩٥)، ص: (٥١)، جمادى الأولى: (١٤٠٥ هـ)، مرجع سابق.
(٢) محمود حمدي زقزوق: الإسلام في تصورات الغرب، ص: (٨٤)، الطبعة الأولى: (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٧ م)، عن دار التوفيق النموذجية. . . الأزهر - مصر.
(٣) عبد اللطيف طيباوي: المستشرقون. .: ص: (٣٥)، ترجمة قاسم السامرائي، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>