للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الدافع يمثل المحرض النفسي لاتخاذ الوسائل التي توصل إلى الأهداف الغائية من العمل) (١)، والدافع الديني هو أهم هذه الدوافع (٢)، ثم يليه الدافع السياسي ثم الاقتصادي، ويأتي الدافع العلمي متأخرًا، وضئيلًا بالنسبة للدوافع الأخرى، وفيما يأتي توضيح لهذه الدوافع وأهدافها:

[١ - الدافع الديني]

هو المحور الأساس الذي ارتكزت عليه الحركة الاستشراقية، وقد تبين من استعراض تاريخ الاستشراق بأنه نما وترعرع في أحضان الكنيسة وكانت بدايته على أيدي الرهبان النصارى، وأنه استمر في خدمة التنصير ولم ينفصل عنه إلا نهاية القرن الثامن عشر الميلادي وكان ذلك الانفصال شكليًا، أما واقع الأمر فإنه يصعب التفريق بين المستشرق والمنصر حتى في العصر الحديث، وكان لهذا الدافع عدة أهداف من أبرزها:

أ - حماية النصارى والشعوب التابعة للكنيسة من الدخول في الإسلام.

ب- الحد من انتشار الإسلام على حساب امتداد النصرانية ونشرها.

جـ- التعرف على الإسلام ولغته بهدف تشكيك المسلمين به ومحاولة تنصيرهم.

د- معرفة اللغة العربية ودين الإسلام بهدف التعمق عن طريقهما في العهد القديم (التوراة) للاعتقاد بوجود التشابه بين اللغة العربية واللغة


= - علي بن إبراهيم النملة: الاستشراق في الأدبيات العربية ص: (١٤، ٣٣ - ٥٨)، مرجع سابق.
(١) عبد الرحمن حبنكة: أجنحة المكر الثلاثة وخوافيها (التبشير، الاستشراق، الاستعمار)، دراسة وتحليل وتوجيه ص: (١٢٥)، عن دار القلم، دمشق، الطبعة الخامسة: (١٤٠٧ هـ - ١٩٨٦ م)، وانظر: علي النملة: الاستشراق ص: (٤)، مرجع سابق.
(٢) انظر: محمد البهي: الفكر الإسلامي الحديث ص: (٤٣٠)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>