للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

فيضعفوها وإلى مواطن الضعف فيغتنموها) (١)، ومن خلال تاريخ الاستشراق تبين كذلك أن المسار العام للحركة الاستشراقية قد تلوّن في مرحلة الاستعمار بما يتناسب معها، وتكونت بسبب ذلك (رابطة رسمية بين الاستشراق والاستعمار، وانساق في هذا التيار عدد من المستشرقين الذين ارتضوا لأنفسهم أن يكون عملهم وسيلة لإذلال المسلمين وإضعاف شأن الإسلام وقيمه (٢). . .).

وتبين أن الاستشراق خدم الاستعمار قبل دخوله بلاد المسلمين وأثناء دخوله وبعد خروجه، وجاء ليحقق في تلك المراحل الثلاث جملة من الأهداف السياسية من أبرزها:

أ- تبرير نزعة الاستعمار ودعمها بوساطة الكشف للمستعمرين عن مواطن الضعف في المجتمعات الإسلامية لاستغلالها في السيطرة والنفوذ والكشف عن مواطن القوة للعمل على إضعافها.

ب- إضعاف روح المقاومة لدى الشعوب التي سيطر عليها المستعمرون وإخضاعهم لسلطة المستعمر وثقافته وحضارته.

جـ- تحقيق غايات سياسية متنوعة تفرضها المراحل المتعاقبة وما تحيط بها من الظروف والأوضاع المختلفة التي ترمي في النهاية إلى احتواء الأمة الإسلامية من كل الجوانب، والتحكم في مصيرها، وفرض التبعية على أبنائها.


(١) السباعي: الاستشراق والمستشرقين ص: (١٧)، مرجع سابق، وانظر: حبنكة: أجنحة المكر ص: (١٢٧)، مرجع سابق، وانظر: زقزوق: الاستشراق ص: (٤٨)، مرجع سابق، وقد عزا هذه العبارة لإدوارد سعيد، ولم أجدها عنده بل وردت لدى السباعي، ولمزيد من الاطلاع على هذا الدافع وأهدافه.
انظر: إدوارد سعيد: الاستشراق ص ٦٣ - ٧٩، مرجع سابق.
(٢) زقزوق: الاستشراق ص: (٤٤)، المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>