للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وربما أسلم بعضهم. . . وثمة أسباب جعلت هذا الدافع ضعيفًا وغير منتج في تاريخ الاستشراق والمستشرقين، ومن أبرزها:

أ- العداء الشديد للإسلام الذي سيطر على الشعور العام في الغرب عبر مراحله التاريخية، وقد أسهم الاستشراق فيه بقدر كبير، فإذا ظهر بين الحين والآخر من ينصف الإسلام فإن بحوثه لا تجد (رواجًا لا عند رجال الدين ولا عند رجال السياسة ولا عند عامة الباحثين) (١).

بل رُبَّما أدَّى ذلك إلى أن يعني ذلك المستشرق صنوفًا من الأذى والمتاعب (٢).


(١) المرجع السابق نفسه: (١٩)، وللمثال على محاربة الكنيسة لمن تجرد عن الغرض في دراسته للإسلام انظر: شوقي أبو خليل: كارل بروكلمان في الميزان ص: (٥، ٦)، مرجع سابق.
وانظر: محمود حمدي زقزوق: الاستشراق ص: (٣١ - ٣٨)، مرجع سابق، فقد أورد عددًا ممن أنصف الإسلام في بعض القضايا أو سلك مسلكًا جديدًا في دراسة الإسلام أقرب إلى الموضوعية والإنصاف نسبيًا بغض النظر عن المقاصد الحقيقة لذلك التوجه، ومع ذلك فإن أصحاب ذلك الاتجاه حوربوا من قبل الكنيسة.
(٢) والحقيقة إن هذه عادة جرت حتى في العصر الحديث حيث يحارب أولئك الذين يتجردون فيما يكتبون عن الإسلام عن الموروثات البيئية في الغرب وينصفون الإسلام، وللمثال على ذلك ما حدث لرجاء جارودي قبل عقد من الزمان من محاكمة ومضايقات؛ لأنه دافع عن بعض قضايا الأمة الإسلامية، وأعلن إسلامه وقبل فترة وجيزة رفعت دعاوى ضد مراد هوفمان فحواها أنه يقوم في كتاباته بدعاية للإسلام في المجتمع الألماني، انظر: في ذلك صوت البلاد ص: (٤٢ - ٤٥): غارودي في حديث (للبلاد) عن تاريخ فلسطين العدد: (٣٤)، السنة الأولى، الأربعاء: (٢٧)، فبراير: (١٩٨٥)، عن مؤسسة الديار للطباعة والنشر - قبرص. وانظر: مراد هوفمان: الإسلام هو البديل، نقلًا عن مجلة النور، العدد: (١٠٦)، ربيع الأول: (١٤١٤ هـ)، ص: (٦، ٧)، الصادرة عن بيت التمويل الكويتي - الكويت. وانظر: عبد الرحمن حبنكة: أجنحة المكر ص: (١٣١)، مرجع سابق.

<<  <  ج: ص:  >  >>