للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المنطق الأرسطي، وهذه المحاولة حبس للأدلة القرآنية في نطاق آخر محلي محدود، تخبو فيه أنوار الفطرة الإنسانية وراء الحدود والقيود، ولا يسلم في كل حال من الخلل والعلل) (١).

وإذا كانت الطرائق الفلسفية قد أودت بأصحابها في كثير من الأحوال إلى الشك والجدل العقيم والحيرة ورُبَّما إلى الإلحاد، فإنَّ منهج العقيدة الإسلاميَّة في الاستدلال على وجود اللَّه ووحدانيته وفي رؤيتها للكون والحياة والنفس الإنسانية قد أثارت (كوامن النفس العربية، وبعثت العرب إلى الإيمان واليقين، وأقنعتهم إقناعًا أخرجهم من ديارهم وأموالهم. . . دفاعًا عن هذا الحق الذي آمنوا به، واستخراجًا للناس من الظلمات إلى النور بإذن ربهم، ولا تزال آثاره، ودلائله حيَّة نابضة. . .) (٢).

وبناء على ذلك فإنَّ هذه العقيدة الفذَّة مقومٌ أساس من مقومات تميُّز الأُمَّة الإسلاميَّة.

[د- الانضباط وملازمة الحق والانتصار له]

ومن خصائص العقيدة الإسلاميَّة أنَّها عقيدة منضبطة بضوابط شرعيَّة وقيود أخلاقيَّة ملازمة للحق ومناصرة له، فقد أثبتت الدراسات الاجتماعية بأنَّ العقيدة (تعد الموجه الأساس لسلوك الفرد، حيث تتحول إلى موجَّهَات قيمية Valueorientions تترجم إلى واقع سلوكي، فالمعتقدات هي التي تحكم وتصبغ وتحدد القيم، وهذه الأخيرة، هي التي تحدد مسارات السلوك وتضبطه وتحكمه وتوجهه) (٣).


(١) عبد الستار فتح اللَّه سعيد: نظرات في الاستدلال القرآني. .: ص ٢٦، (المرجع السابق نفسه).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٦. وانظر: أثر العقيدة في الأُمَّة الإسلاميَّة في الصفحات التالية.
(٣) نبيل السمالوطي: بناء المجتمع الإسلامي ونظمه. .: ص ٢٣، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>