للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ما جرى من الافتتان بها والمبالغة في ذلك ما ينال من ثقة الأمة بمعتقداتها وقيمها وأخلاقها ومجريات تاريخها.

إن ما وقعت فيه الأمة الإسلاميَّة من خطر كبير دفعت إليه بكيد أعدائها وعجز أبنائها جعلها، كما قال أحد المفكرين: (أمة مسبوقة ومنقسمة على نفسها ومستهدفة) (١).

ولكن هذا الواقع لم يطمس -بفضل اللَّه- حقيقة الأمة الإسلاميَّة كما يجلي ذلك تاريخها الناصع، وجذوة الحق والنور التي لم تنطفئ؛ بما تمثل من الخير الباقي فيها؛ وبما تمثل في الوقت نفسه من الأسوة الحسنة؛ التي لا تزال حيَّة ظاهرة على الحق لا يضرها من خذلها حتى يأتي أمر اللَّه وهي كذلك.

ويُعنى البحث بهذا الجانب كما تجليه الوقائع؛ شواهد ناطقة؛ من حيث كونها الأمثلة الحية، والتطبيق الصحيح للإسلام قيمًا ومثلًا جديرة بالتأمل والاعتبار، وفي هذا دلالة على أن ما وقع من خلال تقويم تاريخ الأمة من انحراف وانقسام إلى فرق متعددة ومذاهب شتى، لم يكن إلَّا ظاهرة شاذة وآفة وافدة لا تتفق مع حقيقة الأمة الإسلاميَّة ومقوماتها الأصيلة.

[الدراسات السابقة في تميز الأمة الإسلامية]

لا يوجد -فيما أعلم، واللَّه أعلم- دراسة لموضوع تميز الأمة الإسلاميَّة على النحو الذي تهدف إليه هذه الأُطروحة.


(١) انظر: محمد بن إبراهم الخطيب: الأمة الإسلاميَّة بين الماضي والحاضر، مقال نشر بمجلة منبر الإسلام عدد ٥ جمادى الأولى ١٤١٤ هـ، ص ٣٥ - ٣٩، (تصدر عن وزارة الأوقاف بمصر).

<<  <  ج: ص:  >  >>