للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الفضائل ومكارم الأخلاق وعلو الهمَّة والشعور بالعزّة والكرامة والثقة في اللَّه الرازق القادر المعز المذل الواهب اللطيف الخبير تكونت الأُمَّة المتميزة القادرة على العطاء القويَّة في بنائها، المتماسكة في نظامها، و (هذه الميزات التي يتصف بها مجتمع العقيدة النظيف المستقيم، تفتقر إليها المجتمعات الأُخرى، مجتمعات الغاب التي يسودها المخلب والناب، وتكون فيها العلاقات كما بين ابن آوى والأسد. . . فهي مجتمعات سوء التوزيع والكبت والحرمان والقمع والإرهاب والخوف والانحلال النفسي والخلقي والقلق العصبي والتوتر النفسي والشذوذ. . . والجريمة المنظمة بكل ما تحمله من معنى) (١).

د- جعلتها قادرة على الفعل وإيجابيته السريعة، وللمثال على هذا الأثر العميق، أورد ما ذكره أحد الباحثين من مقارنة بين تأثير العقيدة الإسلاميَّة على الأُمَّة الإسلاميَّة في تحريم الخمر، وبين القوانين الوضعية، مستشهدًا برأي (توينبي)، وخلاصته: (إن أحد عوامل إعجابه بقدرة الإسلام الفذة على الفعل والتغيير هو تمكنه من تخليص أُمَّة بأسرها من ظاهرة تعاطي الخمر، تلك الظاهرة تمتد جذورها آلاف السنين، وهو ما لم يستطع قانون أو دين أو نظام أن يفعله كما فعله الإسلام) (٢).

وفي سياق هذه المقارنة قال الباحث -أيضًا-: (أقرأتم عن المعجزة نفسها كيف تحققت؟، ثلاث آيات من القرآن فحسب تحسم الموقف لصالح الإنسان. . . لا أطنان من الأوراق. . . ولا مئات الملايين من الدنانير. . . ولا عشرات الألوف من المعتقلين. . . ولا مئات من المؤشرات الإحصائية والبيانات العلمية والمنحنيات!!. ثلاث آيات من


(١) صالح ذياب هندي: دراسة في الثقافة الإسلامية: ص ٦٢، (المرجع السابق نفسه).
(٢) عماد الدين خليل: مؤشرات إسلامية في زمن السرعة ص ١٨، الطبعة الأولى ١٤٥٥ هـ - ١٩٨٥ م، عن مؤسسة الرسالة. بيروت.

<<  <  ج: ص:  >  >>