للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفي سياق آخر يقول: (والحق أن النصرانية تشمل الإسلام وتضيف إليه بعض الشيء، وأنَّه لا تناقض بين هاتين الديانتين، فعلى الأديان أن تتنافس في العبادة والفضائل بدلًا من أن تتناجز، والغرور والأثرة الضيقة يجعلان معظم الناس عاملين على ما فيه اختلافهم عن الآخرين أكثر مِمَّا يعملون على تمجيد اللَّه، والتعصب هو الذي يحول حماسة المرء لدين إلى الحقد على الأديان الأخرى، ومن يدري أن اللَّه لم يرد نوعًا من التمايز الذي هو خلاف التعصب كما في عالم السياسة) (١).

وقال أيضًا: (وبين محمد ومن تقدمه من أنبياء بني إسرائيل شبه قوي، فكان وهو نبي بمكة، كإشعياء في إسرائيل، وكان وهو حاكم بالمدينة كيشوع في كنعان وتسمَّى بمحمد، وحامل هذا الاسم هو من ينتظره اليهود فأبوا أن يدعوه بغير أبي القاسم) (٢).

٣ - ولكارل بروكلمان أقوال متناثرة في كتابيه؛ تاريخ الأدب العربي وتاريخ الشعوب الإسلاميَّة. . منها قوله في كتابه الأول: (ولا حاجة هنا إلى ذكر تاريخ دعوته التي ضاهى بها في مكة أسلوب الدعوة النصرانية، ولعله كان يعرف هذه الدعوة من طريق المبشرين النساطرة (٣).

ومنها قوله: (واستخدم محمد في دعوته أساليب الكاهن) (٤) أو قوله: (تأخذ طابع سجع الكهان) (٥) في وصفه للآيات القرآنية التي نزلت بمكة.

ومِمَّا قال أيضًا: (رجح توراندرية أن أسلوب محمد قد تأثر بموعظة


(١) المرجع السابق نفسه: ص ١٤٣.
(٢) المرجع السابق نفسه: ص ٢٧١.
(٣) تاريخ الأدب العربي: ١/ ١٣٤. ترجمة: عبد الحليم النجار، عن دار المعارف، الطبعة الخامسة، القاهرة.
(٤) المرجع السابق نفسه: ١/ ١٣٤.
(٥) المرجع السابق نفسه: ١/ ١٣٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>