للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أمَّا حال المجتمعات والأمم غير الإسلامية في العصر الحديث، تلك التي اعتمدت على العقل وتنكرت للدين وأهميته في سعادة الإنسان فإنها بما فيها من مذاهب فكرية متصارعة، ونظم متباينة إنما تعود في جذورها إلى ثقافات قديمة وتطبيقات جديدة شقي بها الإنسان في ظل القوانين الوضعية المختلفة، يقول (الدوكس هكسلي): (إن العالم -الآن- يشبه قبيلة تعبد الشيطان، وتعيش في ظل قوانين جديدة قائمة على الشر والحقد، والماديَّة البحتة، التي تجرد الإنسان من كل مشاعر الإنسان بلا حبّ وبلا تعاطف، وتقوم على تبادلات الاتصال الجنسي على نحو ما تفعل السائمة) (١).

واعترف (جاك مارتيان) بأهمية الوحي في تنظيم حياة البشر، ودعا إلى الاعتراف بعجز الإنسان عن وضع النظم الكفيلة بإسعاده وإخراجه من الأزمة المعاصرة، يقول: (إنَّ أي مجتمع بشري يحتاج إلى مجموعة من القيم ذات المصدر الإلهي الذي يعلو على الإنسان، أي: إن مصدر القيم لا يجوز أن يرجع إلى الإنسان نفسه، وإلا سيكون طرفًا وقاضيًا في الوقت نفسه، إذًا لابُدَّ لكي يحتفظ المجتمع البشري باستقراره وخضوعه للسلطة السياسية، من وجود حقائق مطلقة يسلم بها الأفراد جميعًا) (٢).


= عشرة ١٤١١ هـ - ١٩٩٠ م، عن مؤسسة الرسالة - بيروت، ولمزيد من الاطلاع على حال العرب في الجاهلية. انظر: أبو الحسن الندوي: ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين: ص: (٥٢ - ٦٢)، الطبعة الثامنة: (١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م)، عن دار الكتاب العربي، بيروت، وعن العرب في ظل الإسلام انظر: المرجع نفسه: ص: (٧٨ - ١٢٨).
(١) نقلًا عن محمد رأفت سعيد: المرجع السابق نفسه: ص: (٢٩)، وانظر أبا الحسن الندوي: ماذا خسر العالم. .: ص: (٢١٨ - ٢٢٨)، (المرجع السابق نفسه).
(٢) نقلًا عن محمد رأفت سعيد: المدخل لدراسة النظم الإسلامية: ص: (٢٩)، المرجع السابق نفسه وانظر: محمد عبد المنعم نور: النظم الاجتماعية في الإسلام: ص: (٢٤ - ٣٣)، الطبعة الأولى: (١٩٧٩ م)، عن دار المعرفة، القاهرة.

<<  <  ج: ص:  >  >>