للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

تلك الأدلة لخلص إلى النتيجة ذاتها حتى على صعيد التلمود ولكنَّه لم يفعل ذلك، ولعله كان يحاول أن يوهم بذلك المنهج الجاد أنه أهل للثقة والاحترام حتى تنسحب هذه الثقة على آرائه جميعها ومنها: دعواه عدم تميُّز الأمة الإسلامية وعدم أصالة شريعتها وفقهها، ونسبة ذلك إلى اليهودية والتلمود.

ولقد ساق (بوسكة) جملة من الأمور التي ادعى فيها التشابه بين الشريعة الإسلامية والتلمود وعقب على ذلك بقوله: (إنَّ هناك تشابهًا فكريًا عميقًا بين نظامين استطاع أحدهما أن يؤثر في الآخر. . بحيث يبدو أن ثمة صعوبة في رد مقولة أن الفقه قد استوحى من التلمود كثيرًا، وخاصة بالنسبة للروح المشتركة بينهما) (١)، بل لقد ادعى أن الإسلام (يهودية ذات نزعة عالمية) (٢) و (أنَّ اليهودية لها تأثير عظيم جدًا على تكوين الإسلام في عصر محمد) (٣).

هذا وقد تتبع بعض الباحثين (أوجه التفاوت بين التلمود والفقه. . في مختلف المجالات التشريعية كنظام الأسرة، ونظام العقوبات، فضلًا عن الإجراءات الشكلية التي تحكم التعاليم اليهودية. . ولا يعرفها الفقه الإسلامي) (٤)، وخلص إلى (أن الخلاف الجوهري بينهما، وأن الطريق مقطوع بين التعاليم اليهودية والأحكام الفقهية الإسلامية) (٥)، وهذا من حيث الواقع التاريخي، أما ما قد يتبادر إلى الذهن من الصلة التشريعية بين


(١) بوسكة: سر تكون الفقه وأصل مصادره: ص: (٧٣)، (مرجع سابق).
(٢) المرجع السابق نفسه: ص: (٨٤).
(٣) المرجع السابق نفسه: ص: (٨٤).
(٤) محمد الدسوقي: الاستشراق والفقه الإسلامي: (٧٢٧، ٧٢٦)، (مرجع سابق).
(٥) المرجع السابق نفسه: ص: (٧٢٧).

<<  <  ج: ص:  >  >>