للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بأي سبب من الأسباب وإن أدى ذلك إلى الوقوف إلى جانب الفريق المظلوم ومساندته على الفريق الظالم) (١).

ثم إن في تحديد موقف الأمة الإسلامية من الطائفة الباغية، أو الفريق المعتدي، تفصيلات وآراء كثيرة ذكرها العلماء (٢) تؤدي في نهاية الأمر إلى استخلاص النتيجة الآتية وهي: إن مما يترتب على الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة (أن يكون الحب والسلام والتعاون والوحدة هي الأصل في [الأمة الإسلامية]، وأن يكون الخلاف أو القتال هو الاستثناء الذي يجب أن يرد إلى الأصل فور وقوعه، وأن يستباح في سبيل تقريره قتال المؤمنين الآخرين للبغاة من إخوانهم ليردوهم إلى الصف، وليزيلوا هذا الخروج على الأصل والقاعدة وهو إجراء صارم حازم) (٣).

أما الصورة الثانية فهي: درء ما يحيط بالأمة من الشر بالأخذ على يد الجاهل أو من يتسرب عن طريقه الشر، وإن كان لا يقصد ذلك، ولا يعلم به، ومما ورد في ذلك قوله -صلى اللَّه عليه وسلم-: "مثل القائم على حدود اللَّه والواقع فيها، كمثل قوم استهموا على سفينة فأصاب بعضهم أعلاها وبعضهم أسلفها، فكان الذين في أسفلها إذا أستقوا من الماء مروا على من فوقهم، فقالوا: لو أنا خرقنا في نصيبنا هذا خرقًا، ولم نؤذ من فوقنا، فإن يتركوهم وما أرادوا هلكوا جميعًا، وإن أخذوا على أيديهم نجوا ونجوا جميعًا" (٤).


(١) محمد الأنصاري: منهج الدعوة الإسلامية: ص: (٣٦٢)، مرجع سابق.
(٢) انظر: المرجع السابق نفسه: ص: (٣٦٨ - ٣٧٦).
(٣) سيد قطب: في ظلال القرآن: (٦/ ٣٤٣)، مرجع سابق. وانظر: محمد الأنصارى: منهج الدعوة الإسلامية: (٣٧٣)، مرجع سابق.
(٤) أخرجه البخاري: صحيح البخاري: (٢/ ٨٨٢)، رقم الحديث: [٢٣٦١]، تحقيق: مصطفى ديب البغا، مرجع سابق. وله رواية أخرى عند البخاري: المرجع السابق نفسه: (٢/ ٩٥٤)، رقم الحديث: [٢٥٤٠].

<<  <  ج: ص:  >  >>