للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ولا علاقة له به؛ لأنه وإن كانت البلاد (الإسلامية) التي تحكمها شعوب مسيحية ليست في الحقيقة بـ (دار سلام) وإنما هي (دار حرب)، فإنها لا تزال عزيزة وموقرة في قلب كل مسلم صحيح الإيمان! والغضب لا يزال يحوم حول قلوبهم كما تحوم الأسد حول قفص جلست فيه صغارها، وربما كانت قضبان هذا القفص ليست متقاربة، ولا بدرجة من المتانة تمنعها عن الدخول إليهم من بينها) (١).

ومما سلكه المستشرقون في أبحاثهم ودراساتهم بهدف هدم الوحدة الإسلامية الآتي:

١ - بعث الحضارات القديمة، والعودة بالشعوب الإسلامية تبعًا لتلك الحضارات حتى تفقد وحدتها الإسلامية.

٢ - إحياء القوميات لتحل محل عقيدة الإسلام وأخوته وتمزق وحدة الأمة الإسلامية.

٣ - إظهار الفرق المنشقة عن الأمة الإسلامية والتنظير لها، ودعوة الدول الاستعمارية لمساندتها ودعمها بغية إضعاف الأخوة الإسلامية وتفتيت وحدة الأمة.

إضافة لما سبق الحديث عنه من دعوة إلى تطوير الإسلام (٢)، والأخذ بالأنموذج الغربي في ذلك التطوير أن انتهاج أساليب أخرى من التطوير تؤدي في نهاية الأمر إلى انفكاك الأمة الإسلامية من أواصر الأخوة الإسلامية ووحدة الأمة لتعدد نماذج تلك الأساليب التطويرية إما باختلاف الأزمان، أو باختلاف الأمكنة والبلدان.


(١) المرجع السابق نفسه: ص: (٣٣، ٣٤).
(٢) انظر: محمد البهي: الفكر الإسلامي الحديث: ص: (٢١٧، ٢١٨، ٢١٩، ٢٢٠، ٢٢٦ - ٢٣٢، ٢٨٦، ٣٩٢)، المرجع السابق نفسه.

<<  <  ج: ص:  >  >>