للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

لما أنزل على موسى، والإنجيل على عيسى -صلى اللَّه عليه وسلم-، قال بعض العلماء: (تسمية هذا الكتاب قرانًا من بين كتب اللَّه لكونه جامعًا لثمرة كتبه) بل لجمعه ثمرة جميع العلوم، كما أشار تعالى إليه بقوله: {وَتَفْصِيلَ كُلِّ شَيْءٍ} [يوسف: ١١١]، وقوله: {تِبْيَانًا لِكُلِّ شَيْءٍ} [النحل: ٨٩] (١).

وقال الزرقاني بعد أن أورد بعض آراء علماء اللغة في لفظ القرآن، واختار منها أنَّه (مصدر مرادف للقراءة. . . ثم نقل من هذا المعنى المصدري وجعل اسمًا للكلام المعجز المنزل على النبي -صلى اللَّه عليه وسلم-، من باب إطلاق المصدر على مفعوله) (٢).

قال بعد ذلك: (وعلى الرأي المختار فلفظ قرآن مهموز، وإذا حذف همزه، فإنَّما ذلك للتخفيف، وإذا دخلته (أل) بعد التسمية فإنَّما هي للمح الأصل لا للتعريف)، ثُمَّ تطرق بعد هذا إلى أشهر أسماء القرآن الكريم فقال: (ويقال للقرآن: فرقان أيضًا، وأصله مصدر كذلك، ثمَّ سمي به النظم الكريم. تسمية للمفعول أو الفاعل بالمصدر، باعتبار أنه كلام فارق بين الحق والباطل، أو مفروق بعضه عن بعض في النزول، أو في السور والآيات. قال تعالى: {تَبَارَكَ الَّذِي نَزَّلَ الْفُرْقَانَ عَلَى عَبْدِهِ لِيَكُونَ لِلْعَالَمِينَ نَذِيرًا} [الفرقان: ١] ثم إن هذين الاسمين هما أشهر أسماء النظم الكريم، بل جعلهما بعض المفسرين مرجع جميع أسمائه، كما ترجع صفات اللَّه على كثرتها إلى معنى الجلال والجمال، ويلي هذين الاسمين في الشهرة: هذه الأسماء الثلاثة: الكتاب، والذكر، والتنزيل) (٣).

واعترض الزرقاني أيضًا على التزيد في تعداد أسماء القرآن الكريم،


(١) مفردات ألفاظ القرآن: مادة (قرأ)، (مرجع سابق).
(٢) مناهل العرفان. . ١/ ١٤، (المرجع السابق نفسه).
(٣) مناهل العرفان. . ١/ ١٤، ١٥، (المرجع السابق نفسه).

<<  <  ج: ص:  >  >>