للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

المتشكك في صحة نسبته إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- فتأتي دراسات (جولدزيهر) معبّرة عن ذلك باعتبار دراساته في موضوع الحديث النبوي تحتل الصدارة عند المستشرقين وأنَّه (حدّدَ تحديدًا حاسمًا اتجاه وتطور البحث في هذه الدراسات) (١) من وجهة نظرهم، حتى بلغ الأمر أن تعتمد دائرة المعارف الإسلاميَّة على دراساته، وتتخذ منها مصدرًا أساسًا للكتابة عن مادة (حديث) ومِمَّا وصفته به بأنَّ (العلم مدين دينًا كبيرًا لما كتبه (GoldZiher) في هذا الموضوع) (٢)، وفيما يأتي خلاصة مركزة لأبرز مزاعمه في الحديث في النقاط الآتية:

١ - (إنَّ القسم الأعظم من الحديث كان بمثابة نتيجة لتطور الإسلام الديني والاجتماعي والتاريخي في القرن الأول والثاني من تاريخ الإسلام.

٢ - وضع أصحاب المذاهب النظرية والعملية في الإسلام أحاديث لتأييد مذاهبهم، ونسبوها إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- وأصحابه.

٣ - إنَّ الأتقياء وضعوا أحاديث تؤيد معارضتهم للحكام.

٤ - قام الحكام بوضع الحديث كرد فعل على عمل العلماء الأتقياء لتأييد أفكارهم السياسية، ولإسكات الأتقياء) (٣).

من هذه المزاعم يتبين القصد من دراسات (جولدزيهر) وزمرته من المستشرقين في الحديث الشريف، وهو نفي نسبته إلى الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- لزعزعة


(١) زقزوق: الاستشراق. . (مرجع سابق): ص ١٠١، نقلًا عن يوهان فك: عن الدراسات الاستشراقية في أوروبا، المصادر عام ١٩٥٥ م: ص ٢٣١، ٢٣١، Fueck,Op.Cit.P. ولم أجد هذا القول تحت مادة (حديث)، في دائرة المعارف الإسلاميَّة، (مرجع سابق).
(٢) مادة (حديث) ١٣/ ٣٨٩ - ٤٠١، (مرجع سابق)، وانظر: محمد لقمان السلفي: السنة. .: ص ٢١٨، (مرجع سابق).
(٣) انظر: جولدزيهر: دراسات إسلاميَّة من ص ٤٣ إلى ص ٤٨ نقلًا عن: محمد لقمان السلفي: السنة. . . ص ٢٣٠ - ٢٣١ (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>