للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

ح- ومن الأحاديث الصحيحة الدَّالة على عالميَّة الأُمَّة الإسلاميَّة ما أخرجه الإمام مسلم أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- قال: "تغزون جزيرة العرب، فيفتحها اللَّه، ثُمَّ فارس، فيفتحها اللَّه، ثُمَّ تغزون الروم، فيفتحها اللَّه، ثُمَّ تغزون الدَّجَّال، فيفتحه اللَّه" (١).

والحقيقة أنَّ ما ورد من الأحاديث الشريفة، وما تحدثت عنه مصادر السِّيرة النبويَّة الشريفة عن عالميَّة الإسلام وانتشاره من الكثرة بمكان، وقد جاء الواقع التاريخي مصدقًا لما أخبر به الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-، ومؤكدًا صدق رسالته وصحة نبوته، وقد اجتهد العلماء في مؤلفاتهم في القديم والحديث لإظهار هذا الجانب وهو جانب تدعمه الآيات القرآنية الصريحة، والأحاديث النبويَّة المفسرة والشارحة والمفصلة لأمور الإسلام وشؤون أُمَّته، والوقائع التاريخية المتظافرة، ولعل فيما تقدم من إيراد الآيات والأحاديث وبعض وقائع السِّيرة ما يبرز جانب التميُّز، ولعل من المناسب -أيضًا- إيراد بعض الأحداث التاريخية الأخرى التي تؤكد هذه الخصيصة، وخلاصتها في الآتي:

أ- تكونت الأُمَّة الإسلاميَّة في بداية تاريخ السيرة النبوية وظهور الإسلام في مكة المكرمة من أجناس مختلفة، فكان منها علي بن أبي طالب، وأبو بكر الصديق، وأم المؤمنين خديجة بنت خويلد وإمامهم ومعلمهم وقائدهم محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- وهؤلاء من سادة قريش وعلية مجتمعها، وكان يقف معهم على قدم المساواة بلال الحبشي، وصهيب الرومي،


= "القسطنطينية"، ولكن في إسناده ضعف، كما ذكر المحقق. انظر: المرجع السابق نفسه: ١٠/ ١١٦.
(١) أخرجه مسلم: صحيح مسلم ٤/ ٢٢٢٥، الحديث رقم [٢٩٠٠]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>