للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

بلاد العرب) (١)، ويخلص من هذا إلى نتيجة محدَّدة هي (أنَّ الإسلام خاصٌّ بالعرب) (٢).

واستدل (فنسك) على دعواه بعدّة آيات من القرآن الكريم زعم أنها تؤكد ما ذكر، منها قول اللَّه -جَلَّ وعَلَا-: {وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لِتُنْذِرَ أُمَّ الْقُرَى وَمَنْ حَوْلَهَا} [الشورى: ٧]، وقوله تعالى: {نَزَلَ بِهِ الرُّوحُ الْأَمِينُ (١٩٣) عَلَى قَلْبِكَ لِتَكُونَ مِنَ الْمُنْذِرِينَ (١٩٤) بِلِسَانٍ عَرَبِيٍّ مُبِينٍ} [الشعراء: ١٩٣ - ١٩٥]، وقوله تعالى: {إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا لَعَلَّكُمْ تَعْقِلُونَ} [يوسف: ٢].

فهذه الآيات من وجهة نظره تؤكد خصوصية الإسلام لكون القرآن الكريم نزل باللغة العربية موجهًا إلى أم القرى ومن حولها، ويستدل بآيات أخرى يرى أنها تدل من وجهة نظره على أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- عربي وبعث في أُمَّة عربية، منها قول الحق تبارك وتعالى: {هُوَ الَّذِي بَعَثَ فِي الْأُمِّيِّينَ رَسُولًا مِنْهُمْ} [الجمعة: ٢]، وقوله جَلَّ وعلا: {كَمَا أَرْسَلْنَا فِيكُمْ رَسُولًا مِنْكُمْ يَتْلُو عَلَيْكُمْ آيَاتِنَا} [البقرة: ١٥١]، وقوله تعالى: {لَقَدْ مَنَّ اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ إِذْ بَعَثَ فِيهِمْ رَسُولًا مِنْ أَنْفُسِهِمْ} [آل عمران: ١٦٤].

أمَّا الرد على هذا الزعم الذي قرره (فنسك) فمن وجوه عِدَّة من أبرزها الآتي:

١ - هناك آياتٌ أخرى وأحاديث كثيرة تدل على عالمية الإسلام، كقول اللَّه تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا كَافَّةً لِلنَّاسِ بَشِيرًا وَنَذِيرًا} [سبأ: ٢٨]، وقوله تعالى: {وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلَّا رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ} [الأنبياء: ١٠٧]، وقوله تعالى: {قُل


(١) نقلًا عن محمد أمين حسين: خصائص الدعوة الإسلاميَّة: ص ١٩٩، الطبعة الأولى ١٤٠٣ هـ، عن مكتب المنار - الأردن، وانظر: محمد الراوي: عالمية الدعوة: ص ٥٣، عن الدار العربي - بيروت.
(٢) انظر: محمد أمين حسين: المرجع السابق: ص ١٩٩.

<<  <  ج: ص:  >  >>