للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

٣ - ومن ناحية أخرى فإنَّ ما استدلَّ به (فنسك) من آيات موجَّهة إلى العرب فيما بدا له من ظاهرها عالميَّة الإسلام؛ وفي هذا يقول العقاد: (وإذا كان عرب الجاهليَّة قومًا لم يأتهم نذير من قبل فالدين الذي جاء به صاحب الدعوة المحمديَّة يعم المتدينين الذين سبقت إليهم الرسل، ويقوم النبي العربي بالدعوة إليه ليظهره على الأمر كله) (١)، ثُمَّ يستشهد يقول اللَّه تعالى: {هُوَ الَّذِي أَرْسَلَ رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ} [الصف: ٩].

كذلك مهما كان القول في اللغة التي خاطب بها الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- الناس فإنَّ العبرة بكونه خاطب الناس كافَّة، أم القرى ومن حولها، ولا يُمكن أن تعزل الهداية عن غير أهل أم القرى (٢).

وعن هذا قال العقاد أيضًا: (إذا كان خطاب الناس كافَّة يمنع أن يكون الخطاب مقصورًا على أمِّ القرى ومن حولها، فإنَّ خطاب أم القرى ومن حولها لا يمنع أن يعم الناس أجمعين) (٣).

٤ - وثَمَّة ناحيةٌ ثالثة قد لا يسَلِّمُ بها بعض المستشرقين ولكنها حُجَّة عقليَّة دامغة، وهي: (كيف يسيغ العقل أن يكون صاحب الدعوة المحمديَّة خاتم النبيين إذا كانت رسالته مقصورة على قوم لم يأتهم من قبل من نذير) (٤).

٥ - وإذا كان بعض المستشرقين يعترف بأن محمدًا -صلى اللَّه عليه وسلم- مرسلٌ إلى


= انظر: ناصيف اليازجي: العرف الطيب في شرح ديوان أبي الطيب ٢/ ١٤٢، الطبعة الأولى ١٤٠٤ هـ - ١٩٨٤ م، عن دار بيروت، بيروت.
(١) الإسلام دعوة عالمية: ص ١٣٠، ١٣١، (مرجع سابق).
(٢) انظر: العقاد: المرجع السابق نفسه: ص ١٣١.
(٣) المرجع السابق نفسه: ص ١٣١.
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ١٣١.

<<  <  ج: ص:  >  >>