كتاب دراسات في تميز الأمة الإسلامية وموقف المستشرقين منه

وإسلام (عبد اللَّه بن سلام) وقصة (مخيريق) ونحو ذلك مِمَّا هو مبسوط في المصادر الإسلاميَّة (١)، وفي هذا دلالة صريحة على أن الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- كان يعلم بأنَّه مرسل إلى الناس كافَّة بل إلى الثقلين الجن والإنس، وكان عندما يعرض نفسه على القبائل يعلنها صريحة (بأنَّه مرسل إلى الناس كافَّة) (٢)، بل ورد ذلك في خطبته الأولى في الإسلام حينما أمره اللَّه -عز وجل- بالجهر بالدعوة فقال: "واللَّه الذي لا إله إلَّا هو، إني رسول اللَّه إليكم خاصة وإلى الناس كافَّة" (٣).

ب- زعم (يوليوس فلهوزن) بأنَّ الإسلام يرتكز على رابطة قوميَّة تتسم بالعصبية والضيق ولا تتسع في غير حدود رابطة الدم. . إذ قال: (لقد كان في وسع محمد عن طريق عقيدة تتجاوز دائرة معتنقيها الدائرة التي ترسمها رابطة الدم، أن يحطم رابطة الدم هذه لأنها لم تكن بريئة من العصبية وضيقها، ولا كانت ذات صفة خارجية عارضة، هذا هو الذي جعلها لا تتسع لقبول عنصر غريب عنها ولكن محمدًا لم ير ذلك، ومن الجائز أيضًا أنَّه لم يكن يستطيع أن يتصور إمكانية رابطة دينيَّة في غير حدود رابطة الدم) (٤).

(١) من كتب السيرة والتاريخ والتراجم بل وكتب الحديث والتفسير.
(٢) انظر: ابن هشام: السيرة النبوية ٢/ ٧٦، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: جماعة من كبار العلماء: سيرة سيد المرسلين ص ٥٢، الطبعة الثانية ١٤٠٢ هـ - ١٩٨٢ م، من منشورات دار الآفاق الجديدة - بيروت.
(٣) ابن الأثير: الكامل في التاريخ: ١/ ٥٨٥، تحقيق: أبي الفداء عبد اللَّه القاضي، (مرجع سابق)، وانظر: الحلبي: السيرة الحلبية: ١/ ٤٥٩، (مرجع سابق)، وانظر: أحمد زكي صفوة: جمهرة خطب العرب: ١/ ١٤٧، (مرجع سابق)، وانظر: ص ٦٨٧ - ٦٨٨، (البحث نفسه).
(٤) تاريخ الدولة العربية؛ (من ظهور الإسلام إلى نهاية الدولة الأموية): ص ٤ ترجمة: =