للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

أنَّه ساهم إيجابيًّا في مساندة قوى الشر، ولا بُدَّ أنَّه كان إمَّا أداة للشيطان أو عميلًا له، وبهذا جعلوا الإسلام والمسيحية على طرفي نقيض) (١).

وقبل ذلك أشار إلى ما عرضه (بطرس المكرم) من أفكار علماء اللاهوت اليونانيين الذين زعموا أن الإسلام (هرطقة مسيحية، وذهبوا إلى أن الإسلام أسوأ من هذا، وأنَّه من الواجب اعتبار المسلمين كفرة، وأنَّ القرآن يحتوي الكثير من الكذب، وأنَّ محمدًا ليس بنبي) (٢).

وإلى جانب ما ذكره (مونتغمري وات) يجد الباحث الحشد الهائل من مثل تلك المزاعم التي صدرت عن: (الكتاب والشعراء والمرتزقة في الغرب في قرونهم الوسطى ليهاجموا بها الإسلام، وتضافرت جهودهم مع جهود اللاهوتيين في ترسيخ تلك الصورة المشوهة للإسلام ونبيه وحملته، وهي التي يظهر الإسلام من خلالها على أنَّه عقيدة وثنيَّة، وأنَّ المسلمين يعبدون ثلاثة آلهة أو أكثر، أوصلها بعضهم إلى ثلاثين إلهًا) (٣)، وأظهر الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم- على أنَّه المسيح الدجال، وأنَّه الأمارة لليوم الآخر، وأنَّ حملة الإسلام إرهابيون وحشيون، وأُمَّته مجموعة من (الوحوش وأبناء الشياطين، وأهل لواط، ومشركون يعبدون مجمعًا من الأصنام الذي يضم الآلهة: جوبيتر، آبولو، دايانا، أفلاطون، والمسيح الدجال) (٤).


(١) المرجع السابق نفسه: ص ١٠٥، وانظر: مصطفى عمر حلبي: الخلفيَّة الثقافية لاتجاهات المستشرقين في دراسة شخصية الرسول -صلى اللَّه عليه وسلم-: ص ٣٤ - ٣٦، مجلة المنهل (العدد السنوي المتخصص لعام ١٤٠٩ هـ عن الاستشراق والمستشرقين)، (مرجع سابق).
(٢) فضل الإسلام على الحضارة الغربيَّة: ص ١٠٥، (المرجع السابق نفسه)، وانظر: محمد حسين هيكل: حياة محمد: ص ٢٥ - ٢٩، (مرجع سابق).
(٣) انظر: عبد القادر طاش: الصورة النمطية للإسلام والعرب في مرآة الإعلام الغربي: ص ٢٨، (مرجع سابق). وانظر: نشأة الاستشراق. .: ص ٢٥٧ - ٢٦١، (البحث نفسه).
(٤) عرفان عبد الحميد: المستشرقون والإسلام (محاولة أولية لتفهم الأسس التاريخية =

<<  <  ج: ص:  >  >>