للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

العبادات ولا يقصد منها العبادة، أو أن تكون من فاقد العقل) (١) أو يداخلها الرياء، والشرك، والبدعة.

خامسًا: أن تكون غاية باعتبارها طاعة للَّه وانكسارًا بين يديه، وخضوعًا له، وذُلًا لعظمته وجلاله، وتكون وسيلة باعتبارها تدريبًا للخضوع للَّه ورمزًا لطاعته (٢) وطريقًا إلى العبادة بمعناها الشامل.

سادسًا: أن تكون حياة المسلم، بل حياة الأُمَّة الإسلاميَّة قاطبة منضبطة بضوابط الشرع، إذْ إنَّ (الشعائر التعبديَّة الممثلة في الصلاة والصيام والصدقة والنسك جزءٌ من العبادة، وليست هي كل العبادة، والعبادة الحقَّة هي الحياة وفق النظم الإلهيَّة التي تحدد علاقة الإنسان بالإنسان في المجتمع علاوة على توجيه النيَّة للَّه وحده في الشعائر التعبديَّة) (٣)؛ لقوله تعالى: {وَمَا خَلَقْتُ الْجِنَّ وَالْإِنْسَ إِلَّا لِيَعْبُدُونِ} [الذاريات: ٥٦] حيث بينت الآية الكريمة الغاية من خلق الإنس والجن وهي العبادة.

وقد استنبط أحد الباحثين من صيغة الحصر في الآية أنَّها (تحصر نشاطات البشر، والهدف من وجودهم، وتقصره على العبادة، ولمَّا كان الواقع يدل على استحالة أن يقوم الإنسان بالصلاة والصيام والحج دون أن يأكل أو يشرب أو ينام أو يتزوج أو يتاجر، أو يزرع أو يصنع، وغير ذلك سائر الأعمال، وأنواع النشاط اليومي في الحياة البشرية، لما كان الأمر كذلك فإنَّه قد وجب القول بأنّ كل هذه النشاطات ضروريَّة للعبادة بمعنى الشعائر والنسك بل هي مؤديَّة لها، ومن ثُمَّ فهي عبادة من هذا الوجه ومن


(١) محمد أبو الفتح البيانوني: تحول العبادات إلى عادات. . . ص ١٨٨، (مرجع سابق).
(٢) انظر: محمد أبو الفتح البيانوني: العبادات خصائصها وآثارها. . ص ٤، (مرجع سابق).
(٣) فاروق الدسوقي: مقومات المجتمع المسلم: ص ١١١، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>