للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الذي سمَّى أُمَّة محمد -صلى اللَّه عليه وسلم- مسلمين، قال تعالى: {هُوَ اجْتَبَاكُمْ وَمَا جَعَلَ عَلَيْكُمْ فِي الدِّينِ مِنْ حَرَجٍ مِلَّةَ أَبِيكُمْ إِبْرَاهِيمَ هُوَ سَمَّاكُمُ الْمُسْلِمِينَ} [الحج: ٧٨].

• ما يدل عليه الإيمان والإحسان من تدرج في مراتب الإسلام التي أدناها الإسلام ثمَّ الإيمان ثمَّ الإحسان، فهي مراتب ثلاث يترقى فيها المسلم بإخلاص العبادة للَّه والانقياد لسنة رسوله -صلى اللَّه عليه وسلم- حتَّى يعبد اللَّه كأنه يراه (١)، ومن المعهود أن الإسلام والإيمان إذا ذُكِرَا مجتمعين دلَّ الإسلام على العبادات الظاهرة من النطق بالشهادتين وإقام الصلاة وإيتاء الزكاة وصوم رمضان والحج لمن استطاع إليه سبيلًا، ودل الإيمان على العبادات القلبية كما وردت في الحديث: "أن تؤمن باللَّه وملائكته وبلقائه ورسله، وتؤمن بالبعث" (٢)، وإذا ذكر أحدهما دون الآخر دل عليه، ففي الحديث: "الإيمان بضع وسبعون شعبة فأفضلها لا إله إلَّا اللَّه، وأدناها إماطة الأذى عن الطريق" (٣)، فدخل الإسلامُ في مسمى (الإيمان) ودخلت كذلك الأعمال الصالحة (٤).


= المقاصد الحسنة: إنَّ إسناده حسن: ص ١٥٩، وكذا في كشف الخفا: ١/ ٢٥١، (مرجع سابق)، ولمزيد الاطلاع على طرقه ورواياته والحكم عليها،، انظر: مسند الإمام أحمد بن حنبل؛ بتحقيق: شعيب الأرناؤوط وآخرين: ٤/ ١٧، ورقمه [٢١٠٧]، (مرجع سابق).
(١) انظر: البخاري: صحيح البخاري، كتاب الإيمان، باب: سؤال جبريل النبي -صلى اللَّه عليه وسلم- عن الإيمان والإسلام والإحسان ١/ ١٨، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٢) حديث جبريل: صحيح البخاري، كتاب الإيمان: ١/ ١٨، (المرجع السابق نفسه).
(٣) انظر: ابن تيمية: كتاب الإيمان: ص ٩، (مرجع سابق)، وأصل الحديث عند مسلم ولفظه: "الإيمان بضع وسبعون أو بضع وستون شعبة" الحديث؛ صحيح مسلم: ١/ ٦٣، باب: عدد شعب الإيمان، الباب (١٢)، ورقم الحديث [٥٨١]، تحقيق: محمد فؤاد عبد الباقي، (مرجع سابق).
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ٧.

<<  <  ج: ص:  >  >>