للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

باللَّه -عز وجل-، ومن ثمَّ فالشرك أو الكفر فقد للسيادة، وفقد للعبوديَّة، والتوحيد تحقيق للسيادة، وتحقيق للعبوديَّة؛ لأنّ معنى إفراد اللَّه بالعبادة استعلاء الموحد على كل ما سوى الإنسان في الأرض، وهذا معنى السيادة) (١).

وبهذا تتضح أهميَّة الاستخلاف، وأنّه هدف مهم من أهداف تميز الأمّة الإسلاميَّة يقترن بهدف تحقيق العبوديَّة، وأن [استخلاف الإنسان في الأرض من أهم الأصول الاعتقادية للحضارة الإسلاميَّة، فإذا كان التوحيد الإسلامي هو إفراد اللَّه بالألوهية والربوبيَّة، فإنَّ (الاستخلاف) هو التطبيق العملي للتوحيد الإسلامي على جميع المستويات المختلفة للفعل الإنساني: الفردية والاجتماعية والتاريخية، بل وعلى مستوى الإنسان كنوع من أنواع الخلق. . . لذلك، فالاستخلاف هو الجانب الإنساني للتوحيد الإسلامي، ومن ثمَّ اختلفت -بالضرورة- الحضارة الإسلاميَّة -بمقتضى هذا الأصل- عن سائر الحضارات المخالفة لها، وبخاصة الحضارة الغربية المعاصرة التي تقف عقيديًا وتشريعيًا على النقيض من الحضارة الإسلاميَّة، التي تعتبر بحق هي الحضارة الإنسانية الصحيحة الحقَّة اللائقة بالإنسان (بوصفه إنسانًا)] (٢).

* * *


(١) فاروق الدسوقي: استخلاف الإنسان في الأرض: ص ١٩ (مرجع سابق). وانظر: محمد خليل هراس: دعوة التوحيد (حقيقتها، الأدوار التي مرت بها، مشاهير دعاتها): ص ٨٨ - ١٠٥، (مرجع سابق).
(٢) فاروق الدسوقي: استخلاف الإنسان في الأرض: ص ٦، ٧، (مرجع سابق) وانظر: محمد الصادق عرجون: الأمة الإسلامية. . . ص ٧، ٨، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>