للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

وفرنسا، ما دامتا أكثر الدول سيطرة على العالم الإسلامي على سياسة السيطرة على الشواطئ) (١).

فهذا الكاتب يطرح فكرته -في ذلك الحين- في خدمة الاستعمار، ويؤكد الواقع بأنَّ هذه الفكرة قد وجدت طريقها للتنفيذ بشكل أو آخر على أيدي الدول المستعمرة (٢).

ويرى أحد الباحثين أن المستشرقين فيما قبل حملة نابليون على مصر كانوا لا يعتمدون على تخطيط دقيق وكافٍ (٣)، أمَّا حمله نابليون فإنَّها (كانت منذُ البداية -وقبل أن تتحرك الحملة فعلًا- تهدف إلى احتواء مصر تمامًا، وقد وضعت الخطَّة على هذا الأساس، وهي خطَّة كان لها جانبها العسكري والاستعماري، ولكن كان لها جانبها العلمي والثقافي، وكانت مصر تعتبر الحلقة الأولى فقط ضمن سلسلة طويلة لاحتواء الشرق، ولقد تمخضت الحملة من الناحية العلميَّة، وبخاصة من ناحية الاستشراق عن إنشاء (المعهد المصري) بكل ما فيه من علماء ومفكرين في مختلف فروع التخصص، وهم الذين توفروا على دراسة مصر من مختلف الجوانب) (٤).

ومِمَّا ذكر (إدوارد سعيد) أن كتاب (وصف مصر) الذي أنجزه هؤلاء المستشرقون تحت أنظار (نابليون) كان فيه متأثرًا بكتاب (كونستانتان دو فولني): (رحلة في مصر وسوريا) الذي ظهر في مجلدين عام ١٧٨٧ م.


(١) مصطفى الخالدي وعمر فروخ: التبثير والاستعمار: ص ١٣١، (مرجع سابق).
(٢) انظر: مصطفى الخالدي وعمر فروخ: التبشير والاستعمار: ص ١٣١، (المرجع السابق نفسه).
(٣) انظر: أحمد أبو زيد: الاسشراق والمستشرقون، مجلة عالم الفكر، المجلد [١٠]، العدد الثاني: ص ٥٥١.
(٤) المرجع السابق نفسه: ص ٥٥٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>