للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

نظرهم أنَّه (لأول مرَّة في تاريخ اللغات تحدث ظاهرة عجيبة، وهي أن لغة من فصيلة معينة تؤثر في لغة من فصيلة أخرى تأثيرًا بعيد المدى) (١).

وعللوا ذلك بتعليلات كثيرة ومتنوعة يأتي في مقدمتها الدين (٢)؛ ومهما كانت التعليلات فإنَّ اللغة العربية حققت هذا الإعجاز؛ لأنَّها في المقام الأول حملت آيات القرآن الكريم: (المعجز إلى آفاق المعمورة، وصادفت الحفاوة والترحيب أينما ذهبت، فغلبت على اللغات المحليَّة في الشام والعراق ومصر وشمال إفريقية والسودان. . .، وأزاحت لغات محليَّة أخرى عن الدواوين في الأقاليم الإسلاميَّة، وأصبحت لغة العلم والثقافة في كافة بلاد الإسلام، واستوعبت تراث الأمم السابقة ذوات الحضارات القديمة، وقاومت في العصر الحديث كل محاولات غزوها في ديارها، أو تغليب اللهجات الدارجة عليها، حتى غدت آخر الأمر لغة من لغات المنظمات الدوليَّة على الرغم من غفلة الأجيال العربية الحاضرة، وفتور (حماستها) للحفاظ على مقومات وجودها) (٣).


(١) علي الشابي: اللغة العربية لغة القرآن ورسالة الإسلام (المرجع السابق نفسه): ص ٦٢، ولمزيد الاطلاع على قائمة بالكلمات العربية في الإنجليزية؛ انظر: جلال مظهر: حضارة الإسلام وأثرها في الترقي العالمي: ص ٤٦٩ - ٤٨٦، عن مكتبة الخانجي - القاهرة بدون تاريخ؛ وانظر: مونتغمري وات: فضل الإسلام على الحضارة الغربية، ترجمة: حسين أحمد أمين: ص ١١٥ - ١٢٥، (مرجع سابق). وانظر: زيغريد هونكة: شمس العرب تسطع على الغرب: ص ٥٥٢ - ٥٥٩، فقد أوردت جدولًا لبعض الكلمات المنقولة عن العربية والفارسية إلى الألمانية.
(٢) علي الشابي: اللغة العربية لغة القرآن ورسالة الإسلام: ص ٦٢، (المرجع السابق نفسه).
(٣) تمام حسَّان: اللغة العربيَّة والشعوب الإسلامية: ص ٧٢، (مرجع سابق)، وانظر: ما يذكر فيما يأتي عن قرار الجمعية العامة للأمم المتحدة بصدد عالمية اللغة العربية: ص ٦١٢.

<<  <  ج: ص:  >  >>