للمساهمة في دعم المكتبة الشاملة

فصول الكتاب

<<  <  ج: ص:  >  >>

الأراميَّة والآشوريَّة في العراق والشام، وبقايا البونيقية في إفريقية، ووجدت في سامية البربر حسب رأي بعض المؤرخين جسرًا واصلًا، ومهادًا مكن لها في بلاد المغرب بأكملها، وسادت مصر بسبب الهجرات السابقة القديمة وقرب لغتها الحامية من اللغات السامية، أمَّا بلاد فارس فقد بقيت فيها العربية طيلة قرنين لغة الثقافة والإدارة (حتى) احتدت الشعوبية) (١).

٣ - مميِّزَات اللغة العربية الذاتية، فقد (كسبت الصراع اللغوي (الذي خاضته وهي تلازم انتشار الإسلام) بسبب عامل جوهري هو أنها لم تكن لغة مستعمر غاصب، ولا سلطان مستغل، وإنَّما كانت لغة الفطرة، لغة القلب والعقل، لغة الغيب والشهادة، لغة العدل والرحمة والمساواة والحق، ولو لم يلمس الناس حقيقة هذه المعاني وغيرها مِمَّا جاء به الإسلام، وقارنوا بينها وبين ما كانوا عليه من ظلمات وظلم ومفاسد لما أذعنوا وتشربوا الإيمان، وتوارثوه جيلًا بعد جيل) (٢).


(١) علي الشابي: اللغة العربية لغة القرآن ورسالة الإسلام: ص ٦١، (مرجع سابق)، وانظر: إبراهيم مراد: مكانة اللغة العربية. .، المرجع السابق نفسه: ص ٢١٦، ويفسر بعض الباحثين ما حدث للغة العربية في فارس والأندلس من تقلص وانحسار بعدم قدرة اللغة العربية على اللغتين الفارسية واللاتينية، انظر: محمد أحمد أبو الفرج: مقدّمة لدراسة فقه اللغة: ص ١٢٠، ١٢١، وإن كان أشار إلى حاجة هذا الجانب لمزيد البحث بيد أنّ الظاهر في هذه القضية هو وجود حركة مضادة لرسوخ اللغة العربية وتمكينها، وهذه الحركة نالت من اللغة العربية حتى في معاقلها، أمَّا إذا تركت لها قوتها الذاتية فإنها تنتشر وتترسخ في الأفئدة والعقول شأنها في ذلك شأن الإسلام ذاته، (المرجع السابق صادر عن دار النهضة - بيروت الطبعة الأولى ١٩٦٦ م، وانظر: إبراهيم عبد اللَّه رفيدة: اللغة العربية لغة القرآن والعلم والمسلمين، (من قضايا اللغة العربية المعاصرة): ص ١١٧، ١١٨، (مرجع سابق).
(٢) محمد مصطفى بن الحاج: عالمية اللغة العربية: ص ٢٥٨، (مرجع سابق).

<<  <  ج: ص:  >  >>